أخبار وطنية

وزارة الصحة تعلن عن سلاحها الأبرز لمواجهة كورونا

شدد وزير الصحة الموريتاني الدكتور نذير ولد حامد على أهمية الوقاية في جهود مكافحة وباء “كوفيد – 19” موضحاً أنها هي “السلاح الحقيقي، إن لم تكن السلاح الوحيد” المتوفر لدى البلاد.

وفي رسالة داخلية رد بها على نقاشات بين عدد من الأطباء وأطر القطاع قال الوزير: “الوقاية هي سلاحنا الحقيقي، إن لم تكن هي سلاحنا الوحيد في مواجهة وباء كوفيد-19؛ فالبلدان الأكثر ثراء والتي كانت بالنسبة لنا مثالاً على نظام صحي فعال، تم تجاوزها إلى حد بعيد رغم مواردها البشرية والمادية والمالية”.

وفي الرسالة التي يعود تاريخها إلى الثلاثاء 24 مارس 2020 والتي اطلعت عليها “الأخبار” وتترجم فقرات منها، حث لد حامد أطر قطاع الصحة على الانخراط بقوة في جهود الوقاية مشيرا إلى أنه “رغم التدابير التي اتُّخذت بالفعل أو التي يجري اتخاذها، فإن سلاحنا يبقى هو الوقاية ويجب أن نشارك فيه جميعاً في جهودها نظراً للمصداقية التي لدينا أمام الجمهور”.

ودعا وزير الصحة إلى يقظة الجميع “في مواجهة أي حالة مشتبه فيها، وهي يقظة تمثل واحدة من أهم استراتيجيات الكشف المبكر، ولكني أدعو أيضًا إلى احترام المبادئ التوجيهية الدولية التي كيّفناها مع سياقنا، عبر خوارزميات تضمن اتخاذ القرار الفعال”.

“تدابير منسجمة”

وأشار إلى أن الحكومة تمكنت من أخذ زمام المبادرة مشيراً إلى أن موريتانيا بدأت فرض الحجر الصحي الصارم على جميع الوافدين من الصين بعد أقل من 3 أسابيع من بدء الوباء فيها، وأضاف: “كنا من البلدان الإفريقية القليلة التي فعلت ذلك حينها” مع أن البعض “سمحوا لأنفسهم بالتشكيك في هذه الاستراتيجية” بحسب الوزير.

ونبه إلى أنه بالتوازي مع تطور الوباء، عززت الحكومة استراتيجيتها “من خلال التدرج في تدابير منسجمة فيما بينها ومتتالية، وهي تدابير امتازت – قبل كل شيء – بكونها سريعة بما فيه الكفاية، وهي التي مكّنتنا، بفضل الله، من أن تستقر وضعيتنا منذ أكثر من 10 أيام عند حالتين وافدتين ويعتبر وضعهما التشخيصي جيداً”.

التجربة الصينية

وأشار ولد حامد إلى أن الحكومة الموريتانية طلبت من السفارة الصينية تزويدها بتجربة الصين في التعامل مع الوباء وقد حصلت عليها مضيفا: “أحد الأسباب الرئيسية التي مكّنت الصين من التغلب على الوباء – إلى جانب فرض الحجر الصحي على ما يقرب من 60 مليون شخص في منطقة هوبيْ – كان الانضباط في تطبيق قرارات الكشف عن حالات الإصابة ورعايتها ومتابعتها، وأشار إلى استحالة السيطرة على الأوبئة عبر “إجراءات غير منسجمة فيما بينها في إطار حرية التصرف؛ [إذ] إن الحرية الفردية ضرورية ولكن لا ينبغي بأي حال من الأحوال أن تمارَس على حساب المصلحة العامة كما ينص على ذلك ديننا الحنيف”.

وحول قدرات القطاع على التصدي للحالات الطارئة، قال ولد حامد إنه لدى استلامه وزارة الصحة “لم يكن النظام الصحي الموريتاني مستعدًا بأي طريقة للاستجابة لأي شكل من أشكال الكوارث الطبيعية (بما في ذلك الأوبئة) أو العرضية، وقد بدأنا بالفعل في أكتوبر 2019 تطوير خطة للاستجابة للكوارث تتطلب موارد كبيرة – مثل بقية قطاع الصحة – وهو أمر لم تعره الأنظمة السابقة أي اهتمام خاص”.

مهنيو الصحة

وشدد الوزير على أهمية حماية العاملين في مرافق الصحة مشيراً إلى أن العاملين في خدمات الطوارئ بالمستشفيات والعيادات تلقوا التكوين على التعامل مع الحالات المشتبه فيها كما طُلب توريد معدات الحماية اللازمة لعملهم بكميات كافية.

وتوجه الوزير بالشكر إلى العاملين في القطاع معربا عن الامتنان لكل من يؤدون “في مختلف مستويات النظام الصحي، مسؤولياتهم بتواضع وتفان، والذين يعملون في أغلب الأحيان في ظروف لا تسمح لهم بالشعور بالراحة وهم يؤدون واجباتهم” مؤكدا أن فريق وزارته يدرك تماماً هذا الوضع ويعمل – حتى في ظل تحديات وباء كوفيد – 19 – “لجعل العمل الصحي عملاً لائقاً، بحيث يحفّز ويمكّن من يعملون فيه من الحصول على الظروف المهنية والحياتية التي يستحقونها”.

ورحب الوزير بالنقاش الدائر داخل القطاع حول تحديات التصدي للوباء ومشكلات القطاع مؤكدا ترحيب فريقه وتجاوبه “مع كل ما يمكن أن يساعدنا في السيطرة على آفة كوفيد – 19، وعلى تطوير النظام الصحي بشكل عام”.

وأعلنت وزارة الصحة تسجيل ثلاث حالات إصابة مؤكدة بفيروس كوفيد – 19 شديد العدوى، اثنتان منهما لمواطنين أجنبية قدما من الخارج، والثالثة لمواطن موريتاني قدم من فرنسا، كما أعلنت إصابة سائح فرنسي بالوباء بعد عدوته إلى بلاده من موريتانيا.

وتضع في الحجز الصحي نحو 600 شخص عادوا مؤخراً من بلدان ينتشر فيها الوباء، وذلك ضمن إجراءات أخرى شملت كذلك توقيف الدراسة وحظر التجول وتقييد جزئياً لحركة النقل بين المدن الكبرى.

مقالات ذات صلة

إغلاق
%d مدونون معجبون بهذه: