أخبار وطنية

تأبين… سيد أحمد ولد محمد المامي ولد اميه

سيد أحمد ولد محمد المامي ولد اميه
لست أدري من أين أبدأ؟
هل أبدأ بتعزية اخته املمنين وارملته المامية بنت أحمد ولد سيد احمد، السيدة الكريمة الفاضلة من اجمع كل من عرفها أو مر بها ذات مرة على كرمها وفضلها، ولا غرو فهي بنت دوحتي المجد والشرف والكرم والبهاء، أهل محمد ولد البخاري ولد مولود ولد باركلل ولد أحمد بزيد، وأهل محمد سعيد ولد افلواط ولد الشيخ محمد المامي، أقول لهما تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضي الرب، اصبرا واحتسبا يعظم أجركما ويغفر لميتكما ويصلي عليكما ربكما ويرحمكما وتفلحان. مصابكم جلل والله يجازي على قدر الصبر، فانا لله وانا اليه راجعون. أم بتعزية مكتبته وكتبه، وانتهي بترجمة مختصرة للمرحوم فهو سيد احمد ولد محمد المامي ولد محمد (اميه علما) ولد عبد العزيز ولد الشيخ محمد المامي، عاش نحو 70 سنة تقريبا، إنتهت إلى أبيه زعامة اهل حبيب اللً، بعد أخيه أحمد باب الذي نالاها من بوه أووجدو بعد جد ابيه، توفي والده محمد المامي أيام مقدمه من المحاظر التي درس فيها لما يناهز العشرين سنة عالما متضلعا في علوم الفقه واللغة وغيرها من العلوم المحظرية، في مشهد يذكر بمقدم اميه أيام وفاة عبد العزيز، قدم سيد أحمد ولد اميه إلى مدينة نواذيبو حيث ترشح لمسابقة الباكلوريا مترشحا غير نظامي فنجح فيها متفوقا ولم يكمل دراسته بعد ذلك بسبب ظهور كرامته وتلقف الناس وحرصهم على الحصول على بركته ودعواته، فقرر العودة إلى المضارب ليهتم بشؤون الأسرة وخصوصا بعد وفاة أخيه محمد سالم رحمه الله، وبقي هناك إلى أن وافاه الأجل المحتوم فجر الاثنين الماضي، عرف رحمه الله بالعلم والعبادة وعزة النفس (فكأنه لا يقيم وزنا لكل متكبر أو متبختر أو متسلط) في جرأة العلماء وقوة السلطان، وقد حدثني السيد السمح عبد الله العتيق ولد ابو يزيد، وهو صديق المرحوم، عن كثرة صلاته وصلاته، وحسن سريرته وظهور كرامته وقوة وسرعة ضفنطته وسرعة استجابة دعاءه، وحدثني ايضا كما حدثني غيره عن سلطته وقوته في الحق وصراحته و هيبته ووجاهته، عن رأيه الراجح وعن جوده وعن حلاوة منطقه وطلاوة حديثه، رحمه الله، أجمعت الناس على تزكيته عمدة لهم، امتلأت القلوب بمحبته واحترامه فلا أعرف ميتا تأثرت الناس به في غلاوته، كان عظيما رحمه الله في نفوس الناس فحزنت لفقده، شهد له الشيخ محمد ولد أحمد مسكه بأنه كان رجلا عظيما عالما وعارفا وانه مصاب كبير، حدثني بذلك في اتصاله معزيا يوم وفاة المرحوم.
التقيته مرتين فقط، الأولى في نواكشوط والثانية في نواذيبو، بالكاد تحدثنا، فقد كان رحمه الله مريضا في اللقائين، شعرت معه بارتياح كبير وحب جم، وعواطف لا تكاد تنتهي وحميمية قوية، لكن حديثي معه والانطباع والأثر الذي تركه في نفسي كان من خلال مكالمات تلفونية، فعندما وجهت منسقية أهل محنض بابه ولد اعبيد دعوتهم لأهل الشيخ محمد المامي في إطار إحياء العلاقة بين الاسرتين، اتصلت بالوالد محمد لمين ولد محنض بابه ولد صلاحي ولد الشيخ محمد المامي وعددت له الشخصيات التي سيعرض الأمر عليهم وكان المرحوم من بينهم، فقال لي قبل أن أعطيك رأيي، أريد أن أعرف رأي سيد احمد ولد اميه في الموضوع وتكرر الأمر مع آخرين كثر وإنما اكتفيت بذكر الوالد محمد لمين ولد محنض بابه لمكانته وفضله ومرجعيته وللتعرض لبركته وبركة اسمه، تناولت مع المرحوم حديثا طويلا بعض الشيء، اكتشفت من خلاله عظمة الرجل وفضله وانعزاله في تلك الفيافي للعبادة والناي بنفسه في زمن الخويصة، وبعد أن طمعت في حضوره قال لي رحمه الله تعالى (إنه لا يحضر الكرطيطيات) أو لفظة قريبة من ذلك، على الرغم من مباركته لذلك ومساعدته فيه ودعاءه له بالنجاح والتسديد.
على كل حال فقد فقدنا طودا شامخا من أهل عبد العزيز بل وسيدهم وعالمهم وحاتمهم وخازنهم وسلطانهم واميرهم، فانا لله وانا اليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم، ونسأل الله أن يبارك في أبناء إخوته من آل محمد المامي ولد اميه وأخص بالدعاء البخاري ولد علي المقدم المتقدم، ومحمد ولد محمد عبد الله المهتم بالنظر، وصل الله وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد صل الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

محمد ابات الشيخ

مقالات ذات صلة

إغلاق
%d مدونون معجبون بهذه: