أخبار وطنية

مقاطعة بومديد وتحديات التنمية

تقع مقاطعة بومديد فى زاوية بين مقاطعات كيفه فى لعصابه وتامشكط في الحوض الشرقي وتيشيت في تكانت، و تقع عاصمة المقاطعة فى حوض تصب فيه مياه تكانت، مما يشكل خطرا كبيرا ينذر بزوالها في أية لحظة تخرج فيها هذه المياه عن المعتاد وقد حدث هذا مرارا مما يحتم اعادة النظر لإيجاد موقع آمن..
وينطبق هذا الحال على قرى الجامع، وزمزم، و بومديد 2 الشأنتية، والفرع، ولمحامل، ولقليب. .
و بفعل مرور الطريق الجديدة من جهة الغرب اطبقت العزلة على أغلب التجمعات السكنية : الفرع، لمحامل، لقليب اهل احمل سيدى، لقصي، البريه، البحريه، اهل شياي، اهل حيد الرعيان، سد انخيلة، اهل محمد صالح، نأهيك عن المناطق الواقعة غرب و شمال بومديد 2 الشانتيه عاصمة المقاطعة.
تقتصر خدمات الكهرباء و الماء علي قريتي بومديد2 الشانتيه و بومديد1 الزيره ، وينحصر الاتصال في المناطق الواقعة غرب بومديد 2 الشانتية أساسا، ولا تشمل التغطية في اغلب الاحيان منطقة الاستقبال والبث.

تشكو المقاطعة من تدني خدمات التعليم بشكل حاد يشمل البنايات والمعلمين، فعلى سبيل المثال لا الحصر، لم يتم تحويل سوي ثلاثة معلمين فرنسية لتصلح، وأبروده، واحسي الطين، في حين تعاقد اهل لقليب مع معلم متقاعد علي حساب الاهالي، وبقي العديد من الأطفال من دون دراسة.
.
رغم انتشار التعاونيات وتراكمها بحيث توجد أكثر من ثلاثين تعاونية فى حي واحد، فإن المردودية التنموية تظل محصورة في نطاق ضيق أغلبه استفادة مادية ضئيلة مقابل بيع أدوات : (سياج، اسمدة، آلات زراعية..).

وتوجد في المقاطعة وجوه كثيرة للنشاط ظلت إلى حد الآن بكرا بفعل تخلف بعض العقليات، فعلى سبيل المثال لا الحصر، يوجد قصر السلام في كنديكة، وهو مسجل ضمن التراث الوطني، ولم يتم حتي الآن برمجته ضمن احتفالات المدن القديمة، رغم حاجة السكان الماسة لأنشطة من هذا القبيل.

ورغم الطابع التنموي والزراعي للمقاطعة، فإن هذين النشاطين ظلا عديمي النتائج تقريبا. ذلك أن محدودية الوسائل والخبرات تقف عائقا دون جني الثمار المرتقبة منهما.
و رغم ذلك توجد محاولات متعثرة للنهوض بقطاع الزراعة أبرزها ما يقوم به أحد احفاد محمد عبد الله ولد اده شيخ الطريقة القادرية في المنطقة.


محمد الأمين الملقب أمينو، شاب من أحفاد الشيخ محمد عبد الله ولد آده، مؤسس قرية بومديد 1 (الزيرة )
جاء إلى القرية قادما من البلاد المقدسة حيث تربي وترعرع ليتولى تسيير استثمار اسلافه، بعد ان لم يعد التلاميذ الذين تقدموا في السن قادرين على القيام بالمهمة.



أنفق محمد الأمين مئات الملايين من الأوقية القديمة في التجارب الرامية إلى تطوير الزراعة بهدف الانتقال من الزراعة المطرية إلى الزراعة المروية.
وقام بدراسة الوضعية العامة للسكان مع السلطات الإدارية من أجل نقلهم إلى منطقة مرتفعة غير مهددة بالسيول الجارفة التي تأتي من أعالي جبال تكانت والتي شيدت الحكومة سدا كبيرا للتحكم فيها.
وقد قام محمد الأمين بتجربة أولى خارج محيط السد في مساحة هكتارين زرع فيها الخضروات بعد دراسة التربة من قبل خبراء مغاربة باستخدام آلات الري والتقطير بطرق جديدة ، فكانت النتائج مبهرة، حيث يتوقع تضاعف المردودية بشكل كبير، فيكون الإنتاج باستخدام الطريقة الجديدة لهكتار واحد يساوي انتاج 20 هكتارا مزروعة بالطريقة القديمة.
وينوى محمد الامين أمينو في المستقبل استصلاح أرض كنديكه لمتابعة التجارب الزراعية بهدف تحسين الظروف المعيشية للسكان الذين يعانون من العزلة وارتفاع أسعار النقل.

  • بومديد مشاكل تتطلب حلولا

تعاني مقاطعة بومديد من مشكلات كبري تستلزم الحل قبل أي تفكير في تنمية المقاطعة.

مشكلة إعادة رسم خريطة المقاطعة،
مشكلة التعارض بين بلديتي لفطح وبومديد،
مشكلة العزلة التي يشكوها اغلب السكان،
مشكلة الانتقال إلي وضعية آمنة،

1 – تتداخل حدود مقاطعة بومديد مع حدود مقاطعات : تامشكط، وكيفه، ولخشب، بحيث تشكل “حجره اعل حجره” نقطة التقاء بين لخشب، وتامشكط، وبومديد، مما يضطر سلطات بومديد لتعويض سلطات تكانت في الحيز الجغرافي الواقع جنوب جبل تكانت ..
و تدخل حدود انواملين إلي انباك شمال شرق بلدية احسي الطين، وتمتد الى اتياهيت علي بعد 18كلم من بومديد..

  • التعارض بين بلديتي لفطح و بومديد

تعد بلدية لفطح هبة لمياه تكانت، ويشكل سد لفطح اهم سد في مقاطعة بومديد، إذ يمتد عبر عشرات الكلمترات ابتداء من لعديله البيظه و اتريجات و انقفني و قندل و اكرج عثمان و لتوقنه و تنكود مرورا بقرى جوله، والزهاره، ولفطح، والمحجوب، وصونداج، والطارف، وانتهاء بالجامع وهو متعطل منذ عشرات السنين نظرا للخطر الذى يتهدد الشانتية، والفرع، ولمحامل، واهل احملسيدي، ولقليب في حين خروج مياهه عن السيطرة مما يعني أن إصلاحه يعني حبس المياه عن هذه المناطق وخروج مياهه عن السيطرة يعني جرف هذه القري، وهو ما يفسر ابقاءه دون إصلاح رغم الميزانيات الكبيرة التي رصدت لذلك .
و بالمناسبة فإن استصلاح هذا السد يستلزم تقسيمه الي ثلاثة سدود يقع أولها جنوب جلوه، و ثانيها في لفطح، و ثالثها جنوب شرقي خيرني.

  • مشكلة العزلة التي يشكوها اغلب السكان .

شكل المسار الذي مرت منه طريق بومديد عائقا كبيرا لأغلب سكان المقاطعة حيث مر من جهة الغرب عبر مسار لا سكان فيه، في حين يمثل خط اتياهيت بومديد المسار الآهل بالسكان : اهل امحمصالح، بغداد، السد، البحرية، البرية، التومية، الرعيان اهل حيد البريه، اهل شياي، لقصي، اهل احملسيدي، لقليب، لمحامل، الفرع …
وقد يشكل المشروع الذي بدأه السيد محمد الامين (امينو) بالتعاون مع الجهات الإدارية المختصة مخرجا لهذه المعضلة بعد ان نجح في مد حوالى خمس كلمترات من شبكة المياه بسعة 110سم على طريق بومديد بداية من بومديد 1 الزيره في اتجاه كيفة عبر منطقة واسعة تستطيع استقطاب آلاف المساكن اضافة الي تعبير ممولين اجانب عن استعدادهم لتمويل مساكن اجتماعية بالتقسيط و استعداد ممولين زاروا المقاطعة لتمويل منشآت عمومية (مستشفي فندق ملتقي طرق ..)

  • مشكلة الانتقال إلى وضعية آمنة

يتطلب انتقال مقاطعة بومديد الي و ضيعة آمنة الكثير من الأمور، أولها وعي السكان بالوضعيات الجغرافية والبيئية أساسا، ومن ثم الانطلاق من مقتضياتها بدل الانصياع لأي اعتبارات أخري مما يحتم علي السلطات المختصة وعلي مثقفي وأطر المقاطعة العمل علي توعية السكان حول الأمور التي شملها التقرير، وما شاكلها من قضايا تستدعي بعدا في النظر، وتجردا في المواقف، وصرامة في التطبيق،
فهل يتحقق شيء من ذلك ؟


يتواصل
من محمد المهدي صالحي ( لعصابة)

مقالات ذات صلة

إغلاق
%d مدونون معجبون بهذه: