حين يقرر الفارس والحكيم !
في هذه الأيام يستعد وطننا الحبيب لعبور مفترق طرق حساس في تاريخه ، يتمثل في تحضير الانتخابات الرآسية القادمة.
ولا يخفى على ذو بصيرة حجم المخاطر المحيطة بالوطن وبذور الشر التي تزرع هنا وهناك.
ومن هذا المنطلق وفي رسائل واضحة أعلن كل من السيدين عبد الرحمن ولد ميني ومحمد غلام ولد الحاج الشيخ عن دعمها لفخامة السيد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني في الانتخابات القادمة وكل منهما أوضح أسباب ذلك وكل منهما غني عن التعريف ولكن لا بأس بالتذكير وخصوصا للشباب الذين ولدوا بعد أحداث محاولة الانقلاب 2003 وبعد محكمة واد الناقة التاريخية 2004 _ 2005 والذين قد بلغوا اليوم السن القانونية للانتخاب والتعبير عن الرأي.
لقد قدم كل من الرجلين تضحيات تاريخية في سبيل هذا الوطن وخصوصا في مواجهة الأنظمة المتعاقبة .
لقد كان النقيب عبد الرحمن ولد ميني قائد الانقلابيين في سلاح المدرعات وبوسائل وحدته ورجالها تمت المحاولة والتي وإن كانت لم تنجح في تغيير النظام وقتها ، فقد مهدت لذلك وتم تغيير النظام بعد أقل من سنتين وأغلب الطبقة السياسية تذكر أن ولاية العهد قد بدأ التمهيد لها من الطرف الراسخين في سياسة البلد قبل ذلك
وقد كان النقيب ولد ميني في ذلك اليوم التاريخي الشجاع والملجأ والمجير كذلك والتفاصيل في الموضوع كثيرة.
وأعاد النقيب ولد ميني الكرة 2004 وكان الهدف منها حقيقة هو أن يسجن إلى جانب جنوده وزملائه وفي وطنه
وكان هو رجل المحكمة وفارس التعبير عن الظروف العامة للوطن والظروف الخاصة للجند ويوميات محكمة واد الناقة مدونة وشهادة القاضي رئيس المحكمة له أمام العالم محفوظة.
ولقد أكل بهدوء طبقا من العيش البارد ليلة طلب النيابة الحكم عليه بالإعدام.
أما السيد محمد غلام فهو مشهور بنشاطه في حزبه السياسي وطنيا ومحاربة العلاقات مع العدو الاسرائيلي دوليا.
وقد أمضى عدة سنوات يكافح وينافح الأنظمة المتعاقبة وركب البحر إلى فلسطين وأسس الرباط والذي كسب اليوم ثقة القبائل والشخصيات الكبيرة من مختلف المستويات.
ولقد جمع بين الرجلين كذلك النضال من داخل قبة البرلمان وكانا صوتين متميزين في الدفاع عن هموم المواطن وممتلكات الوطن ، كما جمعت بينهما ظروف النشأة والعصامية والقدرة على التأثير.
إن أمثال هؤلاء الرجلين حين يتخذون قرارا كبيرا ومصيريا متشابها في مثل هذه الأوقات وفي مثل هذه المراحل ، لا شك أن يثير حسدتهم ويثير أصحاب الحاجات الفردية ويثير السيئين الذين يريدون من المناضلين أن يبقوا دائما في صف أعداء النظام وفي السجون وفي المضايقات وفي دفع الفاتورات الثقيلة.
موقع السياسي