موقع السياسي متخصص في الشؤون السياسية
نظَّمت الحملة الشعبية للتمكين للغة العربية وتطوير لغاتنا الوطنية، اليوم الثلاثاء 23 ديسمبر 2025، يوما مفتوحا تحت شعار: «تعريب الإدارة: واجب دستوري، ومطلب تنموي، ومظهر سيادي»، وذلك في إطار أنشطتها المخلدة لشهر العربية.
ويهدف هذا اليوم إلى تنبيه الجهات المعنية إلى استمرار تعطيل المادة السادسة من الدستور في عدد كبير من الوزارات والإدارات العمومية والمؤسسات الخصوصية. كما يهدف كذلك إلى وضع آليات تمكن من تفعيل هذه المادة التي نصت على أن اللغة العربية هي اللغة الرسمية الوحيدة للجمهورية الإسلامية الموريتانية.
وتضمن برنامج اليوم المفتوح قراءة عريضة الثامن والعشرين من نوفمبر للسيادة اللغوية، الموقَّعة حتى الآن من طرف 67 منظمة وهيئة فاعلة، إضافة إلى الإعلان رسمياً عن مقترح قانون نظامي أعدّته الحملة لتطبيق المادة السادسة من الدستور، وسيتم تسليمه خلال الأيام القادمة إلى رؤساء الفرق البرلمانية في الجمعية الوطنية.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد الأمين العام للحملة الشعبية محمد الأمين الفاضل أن تعريب الإدارة أصبح ضرورة دستورية وتنموية، مشددا على أن استمرار إصدار الوثائق الرسمية بلغة أجنبية يُبعد خدمات الإدارة عن المواطن، ويقف حجر عثرة أمام الترقية الاجتماعية وتعزيز الوحدة الوطنية. كما أوضح أن الحملة لا تعادي أية لغة أجنبية، لكنها ترفض تهميش لغة الدستور في الفضاء الإداري والرسمي لصالح لغة أجنبية لا تمتلك الحق في ذلك.
ومن جانبه، شدد الدكتور محمد كوريرا (الناطق الرسمي باسم الحملة) على أن التمكين للغة العربية استحقاق دستوري ومسؤولية وطنية، لا يتعارض مع احترام اللغات الوطنية الأخرى، بل إنه يعزّز الوحدة الوطنية والسيادة الثقافية، معتبرا أن غياب العربية عن مؤسسات الدولة يؤدي حتما إلى تهميشها في الوعي الجمعي.
وبدوره، ركَّز الدكتور سيدي عبد القادر بن أطفيـل، رئيس دار المصحف الشريف ومنسق الشؤون الإسلامية في الحملة، في كلمته على مكانة اللغة العربية بوصفها وعاء الوحي ولسان القرآن والسنة، مستعرضا تاريخها ودورها في حفظ الدين وبناء الوحدة الحضارية للأمة، ومبيِّنا ما تعرّضت له من استهداف عبر الشعوبية والاستعمار، ومؤكداً أن حماية العربية وتعزيز حضورها في الإدارة والتعليم هو جزء من صون الهوية والاستقلال الحقيقي.
وترأس اليوم المفتوح معالي الوزير السابق صو آداما صمبا، رئيس لجنة الإشراف على عريضة الثامن والعشرين من نوفمبر للسيادة اللغوية، حيث فتح المجال لمداخلات الحضور، فكانت المداخلات ثرية وناقشت الموضوع من مختلف زواياه، وبعد انتهاء المداخلات أُعلن عن اختتام اليوم المفتوح.