قال توماس فولك، المسؤول ببرنامج الحوار السياسي في الجنوب المتوسطي التابع لمؤسسة كونراد أديناور (KAS)، إن موريتانيا تظل دولة محورية في منطقة ذات أهمية جيوسياسية بالغة، رغم أنها لا تحظى بالتقدير الذي تستحقه دوليًا.
وأوضح فولك، في تدوينة نشرها على حسابه الشخصي، أنه عاد هذا الأسبوع إلى موريتانيا، واصفًا إياها بـ«الدولة الصحراوية متعددة الأبعاد» التي تشكل جسرًا بين إفريقيا جنوب الصحراء والعالم العربي، وتتمتع بمكانة خاصة تجعلها فضاءً مناسبًا للحوار الإقليمي.
وأشار إلى أن البرنامجين الإقليميين لمؤسسة كونراد أديناور، المعنيين بالحوار السياسي في جنوب المتوسط ومجال الساحل، ينظمان منذ ثلاث سنوات «حوارات المغرب–الساحل»، وهو إطار يجمع خبراء من المنطقتين لمناقشة قضايا الأمن وسياسات الهجرة، ويعد من المنصات القليلة التي تتيح تلاقي ممثلي المنطقتين.
وأكد فولك أن موريتانيا تشكل موقعًا مثاليًا لاحتضان هذا النوع من الحوارات، نظرا لموقعها الجغرافي وأهميتها الجيوسياسية، مبرزا أن هذه الدورة شهدت، ولأول مرة، مشاركة عضو في البرلمان الألماني، رولاند تايس، عضو لجنة الدفاع في البوندستاغ.
وأضاف أن التطورات في منطقتي الساحل والمغرب لم يعد بالإمكان التعامل معها بشكل منفصل، مشيرًا إلى أن تداعياتها ستنعكس عاجلًا أو آجلًا على أوروبا، خاصة في ظل التحديات الأمنية، وتهديد الجماعات المتطرفة، إضافة إلى ما وصفه بـ«التأثير السلبي لروسيا» في المنطقتين.
كما كشف فولك عن إجراء لقاءات في نواكشوط مع رئيس الجمعية الوطنية، وأعضاء مجموعة الصداقة البرلمانية الألمانية–الموريتانية، ووزير الدفاع الموريتاني، ضمن برنامج الزيارة.
وختم بالتأكيد على أن الاتحاد الأوروبي ما يزال الشريك الأهم لموريتانيا، رغم الحضور الاقتصادي القوي للصين، مشيرًا إلى أن نواكشوط تربطها أيضًا علاقات تعاون وثيقة مع حلف شمال الأطلسي (الناتو).
ودعا ألمانيا إلى توسيع علاقاتها مع موريتانيا من أجل الحد من نفوذ الفاعلين الخارجيين المزعزعين للاستقرار، معتبرًا أن الدولة الواقعة على الساحل الأطلسي شريك واعد للاتحاد الأوروبي في مجالات الأمن والطاقة وسياسات الهجرة
موقع السياسي متخصص في الشؤون السياسية