شهدت مدن جنوب إفريقيا، وعلى رأسها كيب تاون، فعاليات حاشدة السبت (29 نوفمبر 2025) تزامناً مع اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، حيث نظمت سلسلة بشرية ضخمة ومسيرات احتجاجية، مع تصاعد المطالبات بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل.
وتؤكد جنوب إفريقيا، التي لطالما شبه قادتها السياسات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة بنظام الفصل العنصري (الأبارتايد)، مكانتها كأحد أبرز الداعمين الدوليين للقضية الفلسطينية.
على طول ساحل المحيط المطل على مدينة كيب تاون، اصطف نشطاء وأفراد من المجتمع المدني لتشكيل سلسلة بشرية ضخمة، في مشهد وصفه منظمون بأنه يرمز إلى “سجن” الفلسطينيين، سواء داخل السجون الإسرائيلية أو في مناطق مثل قطاع غزة الذي يوصف بأنه “سجن مفتوح”.
وقد ربط المنظمون السلسلة، التي أطلقوا عليها اسم “سلسلة الحرية”، بتاريخ بلادهم، حيث نُشرت صور للزعيم الراحل نيلسون مانديلا على الملصقات. ويُبرز اختيار الموقع أهميته التاريخية، حيث تطل السلسلة على جزيرة روبن آيلاند، مكان سجن مانديلا لسنوات خلال فترة الفصل العنصري.
كما طالب النشطاء بالإفراج عن جميع الأسرى السياسيين الفلسطينيين، وعلى رأسهم مروان البرغوثي مرددين شعار: “من مانديلا إلى مروان… نضال من أجل الحرية”.
أحزاب متنافسة تتوحد في جوهانسبرغ
وامتد التضامن إلى مناطق أخرى في البلاد، ففي جوهانسبرغ، ضمت مسيرة احتجاجية أحزاباً سياسية متنافسة، أبرزها حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم وحزب مقاتلي الحرية الاقتصادية المعارض. وعبر المتظاهرون جسر نيلسون مانديلا للتعبير عن احتجاجهم على العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة.
ودعا المناضل المخضرم ضد الأبارتايد، روني كاسريلز، خلال المسيرة إلى مقاطعة وعزل إسرائيل، قائلاً أمام الحشد: “في كل أنحاء العالم، ملايين يرفعون الصوت بالرفض. سنقاطع إسرائيل ونعزلها حتى تتأثر، وسنقف بلا تردد إلى جانب الشعب الفلسطيني”.
كما صعّد الأمين العام للمؤتمر الوطني الأفريقي، فيكيل مبالولا، من لهجته، موجهاً انتقادات مباشرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي. وأكد مبالولا: “نحن هنا اليوم بروح الوحدة، وقد أبلغنا حكومتنا بضرورة الانضمام للأحزاب التي طالبت في البرلمان بإغلاق السفارة الإسرائيلية”.
تصويت برلماني ودعوى الإبادة الجماعية
تأتي هذه الاحتجاجات بعد أن كانت جنوب إفريقيا قد اتخذت خطوات دبلوماسية وقانونية غير مسبوقة، بما في ذلك تقديم شكوى ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية عام 2023 بتهمة الإبادة الجماعية.
وفي ختام المسيرات، عُرضت جدارية ضخمة مُخاطة يدوياً تكريماً لجميع ضحايا الصراع، فيما أكد أحد المشاركين، محمد شاهيد مثي، أن المشاركة هي “واجب إنساني، ومن الضروري دعم صرخة الشعوب التي تتعرض للظلم في أي مكان”.
موقع السياسي متخصص في الشؤون السياسية