1

“لا ملوك”.. حراك أميركي لمناهضة “الطغيان والاستبداد”

شارك المنشور:

“لا ملوك”.. حراك أميركي لمناهضة “الطغيان والاستبداد”

“لا ملوك” هو شعار حركة احتجاجية سلمية في الولايات المتحدة الأميركية تستمد روحها من أسس النظام الجمهوري، الذي بنيت عليه البلاد منذ استقلاها عام 1776 عن الاستعمار البريطاني. وتتلخص رسالة الحركة في معارضة ما ترى أنها “سياسات استبدادية” لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وتقول إنه ليس ملكا وليس فوق القانون، وتدعو للتصدي إلى قراراته “ذات النزعة الفردانية” في إدارة شؤون البلاد.

وُلدت الحركة في الشوارع واستقطبت ملايين المتظاهرين الذين رفعوا اللافتات ورددوا الشعارات والهتافات في كل أنحاء الولايات المتحدة، للتأكيد على وحدة صفوف أبناء البلد “لمحاربة الدكتاتورية”.

تؤكد الحركة في موقعها على الإنترنت أن “لا ملوك” ليس مجرد شعار، ولكنه الأساس الذي بنيت عليه أميركا وهي “ليست ملكا للملوك، ولا للطغاة ولا للمستبدين. إنها ملكنا نحن الشعب، الشعب الذي يهتم ويشارك ويناضل من أجل الكرامة وحياة كريمة وفرصة حقيقية. لا عروش، لا تيجان، لا ملوك”.

الأهداف
تقول حركة “لا ملوك” إن الهدف من التظاهر في الشوارع هو التنديد والتصدي لما تسميه “تجاوزات ترامب الاستبدادية المتزايدة وفساده”، وقالت إن تلك التجاوزات تتجسد في أمور عدة بينها تكثيف عمليات ترحيل المهاجرين دون مراعاة الأصول القانونية.

وتسعى الحركة لمواجهة قرارات الرئيس ترامب الرامية -كما تقول- لتقليص الرعاية الصحية لذوي الدخل المحدود، والتلاعب بالخرائط الانتخابية لتقوية حظوظ المرشحين في الانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة، واهتمام إدارته بمصالح الأثرياء على حساب بقية المواطنين.

وترفض الحركة -التي تقول إنها مؤيدة للديمقراطية وللطبقة العاملة- “سياسات الرجل القوي” التي ينتهجها ترامب، وتتعهد بالنضال من أجل “تمكين المواطنين من التمثيل الذي يستحقونه”.

وتعارض الحركة توجهات وسياسات إدارة ترامب في عهدته (2024-2028) وعلى رأسها استخدم أموال دافعي الضرائب للاستيلاء على السلطة، وإرسال قوات فدرالية للسيطرة على المدن الأميركية، والسعي إلى ولاية رئاسية ثالثة و”التصرف وكأنه ملك” وتحدي القضاء.

وتدعو الحركة الأميركيين للتظاهر تعبيرا عن رفضهم وغضبهم إزاء استهداف الحقوق المدنية وحرية التعبير، وارتفاع تكلفة العيش، وتدمير الخدمات الأساسية.

وتلخص الحركة هدفها العام في “بناء رفض وطني شامل وواضح وسلمي لهذه الأزمة”، وإظهار أن غالبية المواطنين يتحركون لوقف سياسات ترامب.

المنظمون
يقود مظاهرات “لا ملوك” ائتلاف من جماعات أهلية وعمالية وهيئات وتنظيمات نقابية وحقوقية ذات ميول يسارية، وانضمت إليها، وفق موقع الحركة، أكثر من 200 منظمة شريكة في الاحتجاجات.

ومن أهم الهيئات المؤطرة لحركة “لا ملوك”، منظمة “إنديفيسبل” وهي حركة تقدمية لها فروع في جميع أنحاء أميركا، وكذا الاتحاد الأميركي للحريات المدنية وجماعة “بابلِك سيتيزنز” المدافعة عن حقوق الإنسان.

ويضمّ الائتلاف أيضا تنظيمات نقابية، منها الاتحاد الأميركي للمعلمين والاتحاد الدولي لعمال الخدمات، إضافة إلى حركة الاحتجاج الجديدة “50501”، التي انطلقت في وقت سابق من عام 2025 داعية للاحتجاج في جميع الولايات الخمسين.

ومن بين الشركاء الآخرين في الحراك تنظيمات تعنى بحقوق الإنسان والبيئة وقضايا مجتمعية أخرى.

الشعار البصري (اللوغو)
يصوّر شعار “لا ملوك” تاجا ذهبي اللون وأحيانا برتقاليا، فوقه علامة “إكس” حمراء، تشير بصريا إلى شطب التاج وترمز إلى رفض “الحكم الملكي الاستبدادي”.

ويجسد ذلك التصميم روح الحركة الاحتجاجية المناهضة للحكم الفردي والمعارضة للنزعة الاستبدادية داخل الحكومة الأميركية، وتدعو في المقابل إلى الديمقراطية.

يطلب منظمو مظاهرات “لا ملوك” من المشاركين أن يرتدوا اللون الأصفر للإشارة إلى وحدة الصف والرؤية بطريقة بصرية لافتة، وللانسجام مع الحركات الأخرى المؤيدة للديمقراطية خارج الولايات المتحدة، وتحديدا في أوكرانيا وهونغ كونغ وكوريا الجنوبية.

ويصف المنظمون اللون الأصفر بأنه “رمزنا المشترك”، وبأنه “مشرق وجريء ولا يمكن تجاهله، وهو تذكير بأن قوة أميركا هي مِلك لشعبنا، لا للملوك”.

مظاهرات يونيو/حزيران
حشدت الحركة أول مظاهرة لها في 14 يونيو/حزيران 2025، وذلك تزامنا مع عيد ميلاد الرئيس ترامب، الذي شارك في اليوم ذاته في استعراض عسكري بالعاصمة واشنطن.

وفي ذلك اليوم نزل أكثر من 4 ملايين شخص إلى الشوارع وأعلنوا بصوت واحد: “أميركا بلا ملوك”، وطغى صدى تلك المظاهرات على الموكب العسكري للرئيس الذي رفعت أمامه شعارات مناهضة لمساعيه نحو التفرد بالسلطة على الطريقة الملكية.

مظاهرات أكتوبر/تشرين الأول
وفي 18 أكتوبر/تشرين الأول 2025، شارك أكثر من 7 ملايين أميركي في أكثر من 2700 فعالية في جميع ولايات البلاد الخمسين، في مظاهرات حاشدة تحت شعار “لا ملوك”، وتحولت إلى حراك وطني متواصل للاحتجاج على الاستبداد وللدفاع عن الديمقراطية.

وانتشرت في تلك الاحتجاجات صور للرئيس ترامب في هيئة ديكتاتور أو زعيم استبدادي يرتدي تاجا، في تعبير واضح عن رفضهم أن يتحول حكمه إلى حكم ملكي مطلق، أو دكتاتوري يفرض سلطته على الشعب الأميركي.

ويختار المنظمون أسلوب التظاهر بشكل موزع ومتناسق في المكان والزمان، بحيث يحتجون في مدنهم وبلداتهم المحلية بدلا من السفر إلى المراكز الحضرية الكبرى، وذلك وفق توقيت كل منطقة لإظهار أن السخط على ترامب موجود في جميع أنحاء الولايات المتحدة.

شارك المنشور: