1

هل ينقلب مسيحيو أميركا ضد إسرائيل؟

شارك المنشور:

في 11 أغسطس/آب الماضي، بث المؤثر الأميركي الشهير تاكر كارلوسون، المحسوب على صفوف أقصى اليمين في الولايات المتحدة، حلقة غير عادية من برنامج “البودكاست” الأسبوعي الخاص به “تاكر كالرسون شو”.

في تلك الحلقة استضاف كارلسون الراهبة المسيحية الأميركية “الأم أغابيا ستيفانوبلوس”، وهي راهبة أرثوذكسية أميركية تعود جذورها إلى عائلة يونانية، فهي ابنة القس اليوناني الأرثوذكسي روبرت ج. ستيفانوبولوس، الذي كان شخصية بارزة في الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية بالولايات المتحدة لفترة طويلة. لاحقا، أصبحت أغابيا راهبة في الكنيسة الأرثوذكسية الروسية (خارج روسيا)

.بحلول عام 1996، انتقلت ستيفانوبلوس إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة وتعمَّقت في جذور وتفاصيل القضية الفلسطينية وامتزجت بها، ودافعت عن المجتمع المسيحي الفلسطيني لسنوات طويلة، ساعيةً إلى تعريف العالم بما يحدث للمسيحيين في الأراضي المحتلة على يد الصهاينة، بما في ذلك تقييد حركتهم ومصادرة أراضيهم وممتلكاتهم وتصعيب وصولهم إلى أماكنهم الدينية المقدسة وممارستهم لشعائرهم وعباداتهم.

وفي عام 2005، وجَّهت أغابيا رسالة صارمة إلى أعضاء الكونغرس الأميركي شرحت فيها كيف انفصلت القدس الشرقية فعليا بفعل السياسات الإسرائيلية عن بقية الضفة الغربية، وتوقعت أن الأمر مسألة وقت فقط “قبل أن يعجز المسيحيون والمسلمون عن البقاء ثقافيا واقتصاديا”. وأفادت الراهبة بأن أسوار الخرسانة الإسرائيلية، التي يبلغ ارتفاعها 9 أمتار، “حطمت المجتمعات المسيحية”، وانتقدت في رسالتها سياسة الولايات المتحدة التي رأت أنها “انخدعت بالدعاية الإسرائيلية”.

في لقائها مع تاكر كارلسون الذي لقي صدى واسعا للغاية في العالم الغربي وجلب عليها انتقادات شديدة من الموالين لإسرائيل، تحدثت الراهبة المهيبة صاحبة النبرة الهادئة من زاوية جديدة نسبيا على المستمع الغربي المسيحي المتدين، وهي زاوية دينية محضة. لقد أخبرت أغابيا المسيحيين الأميركيين المتدينين أن دعمهم لإسرائيل لا يعني فقط دعم الممارسات الاستعمارية الصهيونية ضد المسلمين في فلسطين، ولكنه يعني أيضا مناصرة “دولة احتلال تعادي المسيحيين وتقهرهم”.

شارك المنشور: