تتبنى إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إستراتيجية أمنية جديدة، ذات بعد استباقي ونزعة توسعية، إضافة إلى السعي لتسريع تصفية القضية الفلسطينية، بغض النظر عن تداعيات ذلك على محيطها بما في ذلك الدول التي تربطها بها اتفاقات سلام أو تطبيع.
وفي ظل توجه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى تغيير الديناميكيات التقليدية لسياسة الإقليم، بما في ذلك القضية الفلسطينية، تستشعر العديد من دول الإقليم خطر النزعة العدوانية والتوسعية الإسرائيلية، وهو ما يظهر في مزيج من المواقف السياسية والعسكرية الصادرة عن دول عديدة في مقدمتها مصر والأردن والسعودية وتركيا.
يأتي ذلك في ضوء تراجع قدرة إسرائيل على التخويف من التهديد الإيراني للإقليم، بفعل ما تعرضت له إيران من ضربات في سوريا ولبنان.
وفي هذا السياق يتناول التقرير التالي دوافع المخاوف الإقليمية تجاه إسرائيل، ومظاهرها كما تبدّت في الأسابيع الأخيرة:
أولا: عدوانية إسرائيلية مفرطة:
شكلت جرائم الإبادة الجماعية في غزة، صدمة للعالم العربي والإسلامي، على المستويين الشعبي والرسمي، فيما تستشعر الحكومات خطر تزايد مشاعر الغضب الشعبي بالتوازي مع إدراك الشعوب لعجز الحكومات ومحدودية خياراتها، في ظل أوضاعها وخياراتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي راكمتها على مدى عقود ماضية.
موقع السياسي متخصص في الشؤون السياسية