أخبار وطنيةمقالات

النظافة ثقافة وسلوك

احمد ابنو
رأي: النظافة ثقافة وسلوك
العملية الكبرى لتنظيف انواكشوط في هذا الوقت بالذات ينم عن تخطيط ووعي عميق من الجهات المعنية. فنحن على ابواب فترة الخريف وموسم الامطار وهو ماينتج عنه عادة انتشار البرك والمستنقعات المائية الراكدة والتي تسبب بعض الاوبئة الموسمية، اما من يسخرون من العملية ويصفوها بالارتجالية وغير المدروسة وانه ماكان يجب ان ينخرط الجيش فيها او ان تتركة للبلديات. هل نسوا ان مسئولية النظافة كانت عند البلدية منذ الاستقلال حتى الامس القريب ولم تقدم فيها اي شي حتى تعودنا على ان”امباليت” مظهر من مظاهر المدينة عادي وطبيعي
ام انهم نسوا المستشفيات المكتظة والعيادات الممتلئة من المرضى والطوابير ممتدة امامها، هل نسوا او تناسوا ما يعرف بحمى عرفات وحمى تيارت وحمى الضنك…
الم يحسوا بمعانات من يصابوا سنويا بالطفح الجلدي والفطريات المتكاثرة في جبال النفايات المكدسة عند كل باب
هل نسوا جحافل الذباب على كل الالوان والاشكال ازرق واسود وكبير وصغير
هل نسوا الناموسة ‘الركطة’ والطويله ام اربعة ارجل وام ستة ارجل والناموس الصامت “والمزغرت”
اما اشراف قطاع من الجيش الوطني عليها فلايمكن الا يثمن احسن تثمين ويشجع فمشاركة الجيوش عادة تأتي في الظروف الاستثنائية الطارئة كالحرائق والفيضانات والكوارث البيئية ونحن قطعا فيها
ومن يحاول ان يسخر او يشكك في المشاركة في هذه العميلة لا يمكن الا ان يكون هدفه الشقاق وخلق فجوة بين جميع موكوناتنا على جميع المستويات _المواطن _السلطة التنفيذية_ الجيش، ولن يفلح طبعا في مراده.
ولاكننا نضيف انه كان من الممكن اشراك الجهات المعنية بصفة مباشر
أ_ كوزارة الصحة: لتعقيم الاماكن الملوثة والقضاء على الباعوض فيها قبل انتشاره
ب_ وزارة البيئة: لردم ومعاينة الاماكن المزالة منها النفايات
ج_ وزارة التجهيز والنقل:لإزالة الاتربة والردم الذي يغلب على بعض الشوارع المعبدة
د_ المواطن: لابد من اشراك المواطن ليحس بمسؤوليته اتجاه محيطه وواجبه المدني
ه_ وسائل الاعلام: لايمكن لأي نشاط ان ينجح ويستمر ويعلم به ويوضع في سياقه الذي وضع من اجله الا اذا كان يعتمد على وسائل الاتصال لإيصال رسالته.
وقطعا عنا اذا اردنا عملية ناجحة ومستمرة فلابدا لنا من تحديد اولوياتنا ومعرفة امكانياتنا ووضع قواعد وشروط لعملنا
1_ اولوياتنا: لابدى من معرفة ماهي اولوياتنتا هل هي تحسين مظهر العاصمة ووجهها الحضاري ؟ ام الحفاظ على صحة المواطن ؟ ام المحافظة على البيئة ؟
ومن ما لاشك فيه ان الاجابة ستكون هي نعم على كل ماسبق
2_ الامكانيات: معرفة الامكانات ضروري للاستمرار في اي عمل خصوصا اذاكان هذا العمل دائما ومستمرا فجميع الحملات التي قيم بها سابقا لم توزع امكانياتها وجهدها بشكل يسمح لها بالاستمرار، يجب ان ندرك ان العملية مكلفة جدا سواء من الناحية البشرية لا بد من كم بشرى كبير يغطي جميع احياء وشوارع وساحات انواكشوط في وقت واحد وعلى فترات متواصلة، وكذاك من الناحية الوجستية، شاحنات، جرافات، وسائل نقل. وكل هذا يتطلب توفير البنزين بطبيعة الحال ووسائل جمع وحمل للنفايات.
3_ وضع القواعد: اولا ثمة قواعد وشروط اكثر علما بها الجهات المعنية كتوكيل القطاع العام او الخاص للقيام بالعملية، اما الاضافة التي نقترحها في هذا المجال هو ان يفعل الجانب الردعي للمحافظة على المحيط الحضاري والبئي، كفرض رسوم على رمي الاوساخ في الشارع او الساحات العمومية، ومعاقبة اصحاب محطات غسيل السيارات واصلاحها التي لا تخصص اماكن لرمي النفايات ومخلفاتها ونقلها بعد فترة وجيزة
الزام كل الاسواق واصحاب الدكاكين والمحلات بالنظافة ومراعات كل محل لأمتار حوله معني بنظافتها ووضع سلة للقمامة امامه بصفة دائمة
وتطبق هذه الاجراءات على المساكن ووضع رادع مادي قوي على المخالفين ومن يحملون القمامة بصفة غير مرحصة من اصحاب العربات الذين يمتهنون هذا النشاط كمصدر للدخل وغير معنيين بالنظافة كهدف فهم عادة ما يحملونها من مكان ويرموها في مكان اخر غير عابئين بشيء.
وفي الختام يجب التنويه على ان النظافة والمحافظة عليها ثقافة واسلوب يفرضه القانون وتحتمه المدينة فلايمك ان يظل المواطن مغيب عن القيام بدوره فيها

احمدو ابنو

الوسوم
إغلاق
%d مدونون معجبون بهذه: