موقع السياسي متخصص في الشؤون السياسية
“طوى بعض نفسي إذ طواك الثّرى عني…وذا بعضها الثاني يفيض به جفني”،
تمثلت بهذا البيت حين علمت -وأنا على جناح سفر- برحيل أكرم من عرفت وأوفى من خاللت ،فكأن حالي كحال القائل:
طَوَى الجَزِيرَةَ حتى جاءَني خَبَرٌ … فَزِعْتُ فيهِ بآمالي إلى الكَذِبِ
حتى إذا لم يَدَعْ لي صِدْقُهُ أمَلاً … شَرِقْتُ بالدّمعِ حتى كادَ يشرَقُ بي
صدقا إن الفقيد قل مثله وندر شكله ،لكن في الصبر ملجأ للحزانى ولامصيبة لنا – معشر المسلمين – بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
ولنا في الرسول خير عزاء… حسبنا في العزاء مات الرسول.
نعم علمت بالخبر فغالبت حزني وهو أغلب وصبرت نفسي ببيت قديم:
اصبر لكل مصيبة وتجلّد، واعلم بأن المرء غير مُخلّد.
أعطاكم الله على ما رُزئتم أجراً، وأعقبكم خيراً، ولا أجهد بلاءكم بنقمة، ولا نزع منكم نعمة، ثواب الله خير لكم من الفقيد، ورحمة الله خير له منكم، أسأل الله ألا يحزنكم ولا يفتنكم.
لا أعرف أي كلام أقول، ولا من أين أبدأ، فقد كان لي خير الصديق وأعز الناس، أثابكم الله على صبركم خيرًا، وأبدله الله دارًا خيرًا من داره وأهلًا خيرًا من أهله، وأنزل على روحه سلامًا ونورًا.
أغاث الله قلوبكم برحمته، وأنزل عليكم صبرًا وأمانًا وأثابكم على صبركم في فقيدكم خيرًا، خالص تعازينا.
اللهم ارحم عبدك الشيخ مالعينين محمد الامين الشبيه واغفر له، وصبّر أهله وأبناءه، واجمعهم معه يوم القيامة في جنات الفردوس.
لله ما أعطى ولله ما أخذ، نسأله سبحانه وتعالى أن يرحمه ويغفر له ويتجاوز عن سيئاته ويُكرم نزله ويوسع مدخله وينقيه من خطاياه كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس، وأن يبارك في عقبه ويحفظهم ويشملهم بعظيم عفوه.
أخوكم وودكم وابن ودكم كبير سلامي