1

نتنياهو يعد رفض أداء الخدمة العسكرية تهديدا لأساس وجود إسرائيل

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الاثنين، إن رفض الخدمة العسكرية يهدد أساس وجود بلاده، محذرًا من انتشار الظاهرة، في حين اعتبر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي أن عصيان الأوامر في صفوف الجيش يضعف “قوة الردع الإستراتيجي”، حسب تعبيره.

وتأتي تحذيرات نتنياهو وهليفي في أعقاب إعلان 37 من أصل 40 طيارا احتياطيا في سرب النخبة بسلاح الجو الإسرائيلي أمس الأحد رفضهم الامتثال للأوامر والانخراط في التدريب المحدد لهم هذا الأربعاء، وذلك احتجاجا على ما يعتبرونه مشروع الانقلاب على المؤسسة القضائية الذي يقوم به الائتلاف اليميني المتطرف الحاكم.

وأشارت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية إلى أن القادة السابقين في سلاح الجو أعلنوا دعمهم لإعلان الطيارين مقاطعة تدريبات الأربعاء، وقالت إنهم وجهوا رسالة إلى نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت “أعربوا فيها عن قلقهم إزاء ما يحدث في الدولة”.

ووفق هيئة البث، طالب المسؤولون السابقون بسلاح الجو في رسالتهم لنتنياهو “بالتوقف وإيجاد حل للوضع المستجد في أسرع وقت ممكن”، معبرين عن قلقهم “من العواقب والخطر الجسيم والملموس على أمن البلاد”، بحسب الهيئة.

وفي كلمة له اليوم أدلى بها من داخل قاعدة لشرطة حرس الحدود بمستوطنة حورون قرب رام الله وسط الضفة الغربية اعتبر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن رفض الخدمة العسكرية يهدد أساس وجود بلاده، محذرا من انتشار الظاهرة، بينما كان إلى جواره وزير الأمن القومي اليميني المتشدد إيتمار بن غفير.

وقال إن “رفض الخدمة العسكرية يهدد أساس وجود إسرائيل، ولا يجب أن يكون له مكان في صفوفنا”، وقال “أنا مقتنع بأننا سنتغلب على رفض الخدمة هذه المرة (..)، لطالما كان المجتمع الإسرائيلي يلفظها ويقدس الخدمة المشتركة

وحذّر من اتساع الظاهرة قائلًا: “لم نمنح رفض الخدمة أبدًا موطئ قدم في أي مكان، لا في الجيش النظامي ولا في الاحتياط، بمجرد أن نمنحها الشرعية سينتشر وباء رفض الخدمة وتتحوّل إلى أسلوب”.

ومن جهته، تحدث هليفي في جلسات مغلقة وفق ما نقله موقع صحيفة يديعوت أحرونوت قائلا إن إعلان العصيان للأوامر العسكرية يشكل خطرا على أمن الدولة ومواطنيها، مشيرا إلى أن الجيش الإسرائيلي هو الذي يدافع عن إسرائيل وينقذها في الأوقات العصيبة ويجب ألا يتم استخدامه في أي خلافات سياسية، بحسب الصحيفة.

وأضافت الصحيفة أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي طلب من قادة الوحدات العسكرية كافة إجراء حوار داخل الجيش حول هذه الظاهرة.

الكف عن الكذب”
ورد جنود وضباط يرفضون الالتحاق بالخدمة العسكرية على خطاب نتنياهو بقولهم إن نتنياهو يقدم لهم العظات وهو يقف إلى جانب مجرم “كهاني” يدعو إلى حرق القرى، في إشارة إلى بن غفير الذي كان يقف إلى جوار نتنياهو.

وأضافوا أن على نتنياهو أن يكف عن الكذب والحديث عن الوحدة، في الوقت الذي يقود فيه انقلابا عنيفا على الديمقراطية، حسب تعبيرهم.

وقالوا إن على نتنياهو الكف عن وصفهم بالمتمردين أو بالخطر الوجودي، وأكدوا أنهم مصرون على موقفهم بعدم التطوع في الخدمة العسكرية في صفوف الاحتياط تحت نظام دكتاتوري، على حد تعبيرهم

وكان طيارون في شركة الطيران المدنية الإسرائيلية “العال” قد امتنعوا كذلك عن التطوع لقيادة الطائرة الخاصة التي ستقل نتنياهو وحاشيته في زيارة رسمية إلى إيطاليا يوم الخميس المقبل.

وفي وقت سابق الاثنين، أعلن 200 طبيب يخدمون في الاحتياط، أنهم سيرفضون الحضور لأداء الخدمة إذا لم تتوقف عملية سن القوانين “فورًا ودون شروط مسبقة”، على حدّ تعبيرهم.

قلق واسع
وقد أثارت حركة العصيان في صفوف الجيش الإسرائيلي قلقا واسعا لدى القيادتين السياسية والأمنية لما قد يكون لذلك تداعيات على الجيش وعملياته بعيدة المدى.

ووصفت مصادر سياسية وإعلامية هذه التطورات بأنها مؤشر على اتساع نطاق الاحتجاجات ضد الانقلاب على القضاء خاصة داخل أوساط الجيش.

ودعا نواب من ائتلاف أقصى اليمين المتطرف الحاكم الى إقالتهم، واعتبروا أنه مشكوك “بصدق صهيونيتهم”، كما هاجمتهم وزيرة الإعلام الرسمي ديستار أطبريان ووصفتهم بأنهم “سقائط من الجبناء

وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن وزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس الأركان أفيف كوخافي سيجتمعان غدا الثلاثاء مع جنود الاحتياط في الجيش على خلفية دعوات للعصيان.

وتشهد إسرائيل منذ أكثر من شهرين موجة احتجاجات تقودها المعارضة على قرار الحكومة تمرير قوانين تحد من سلطة القضاء. وترى الحكومة الإسرائيلية أن هذه القوانين ستعمل على إصلاح النظام القضائي، بينما تعتبرها المعارضة “انقلابا وتحول إسرائيل من ديمقراطية إلى دكتاتورية”.

وكان الكنيست (البرلمان) قد صادق بالقراءة الأولى، الثلاثاء، على مشروع “قانون الإصلاح القضائي” لكن مشروع القانون يحتاج للمرور بـ3 قراءات في الكنيست حتى يصبح نافذا.

المصدر : الجزيرة + وكالات

%d مدونون معجبون بهذه: