أَنْتَهِي اَلدَّرْسُ يَا غَبِيٌّ وَأُسْدِلَ اَلسِّتَارُ ، ؟ بِقَلَمً – مُحَمَّدْ سَعْدْ عَبْدِ اَللَّطِيفْ ؛ – مِصْر

اَلْمَسْرَحُ يَنْهَارُ وَمَا زَالَ اَلْمُمَثِّلُونَ عَلَى خَشَبَةِ اَلْمَسْرَحِ ، وَمَازَالَ اَلْمُذِيعُ يَنْقُلُ اَلْحَدَثُ رَغْمَ اِشْتِعَالِ اَلنِّيرَانِ ، فِي لَحْظَةٍ فَارِقَةٍ مِنْ تَارِيخِ اَلْبَشَرِيَّةِ ، وَانْتِشَارَ كُلِّ أَنْوَاعِ اَلشَّعْبَوِيَّةِ وَغِيَابِ اَلْعَقْلِ اَلْفِكْرِيِّ فِي مَصِيرِ حَيَاةِ اَلْمَلَايِينِ مِنْ اَلشُّعُوبِ تَحْتَ خَطِّ اَلْفَقْرِ وَفِي ظِلِّ سَاسَةٍ شَعْبَوِيُّونَ يَعْبَثُونَ بِمَصَالِحِ اَلطَّبَقَاتِ اَلْمُهَمَّشَةِ اَلَّتِي لَا يَعْنِيهِمْ مَا يَحْدُثُ مِنْ اِرْتِفَاعِ اَلْأَسْعَارِ وَالْأَزْمَةِ اَلْعَالَمِيَّةِ تَجِدُ حَالَةً مِنْ اَلْعَبَثِ وَالْفَوْضَى عَلَى شَاشَاتِ فَضَائِيَّاتٍ مِنْ اَلْفَضَائِحِ وَكَأَنَّنَا أَمَامَ سِينَارْيُو اَلْفِيلْمِ اَلْمِصْرِيِّ ” اَلْبَحْثِ عَنْ فَضِيحَةٍ ” وَتَبْدَأُ بِخِلَافٍ شَخْصِيٍّ عَنْ شَخْصِيَّةٍ مَعْرُوفَةٍ أَوْ فَنَّانِ أَوْ رَجُلِ أَعْمَالٍ وَتَبْدَأُ سِينَارْيُو حَلَقَاتٍ كَامِلَةٍ مِنْ اَلرَّغِي وَالثَّرْثَرَةُ وَإِشْغَالُ اَلنَّاسِ وَكَأَنَّ هُنَاكَ سِينَارْيُو مُعْدٍ لِيَعِيشَ اَلشَّعْبُ وَكَأَنَّهُ يُشَاهِدُ مَسْرَحِيَّةً هَزْلِيَّةً مِنْ تَصَرُّفَاتٍ إِعْلَامِيِّينَ يرْدَحُوا سَاعَاتٍ وَكَأَنَّهُمْ يَتَحَدَّثُونَ عَنْ قَضِيَّةٍ قَوْمِيَّةٍ . مُدِيرُ نَادِي مَشْهُورٍ يَشْتَمُّ فُلَانَ وَفُلَانَ رَجُلِ اَلْأَعْمَالِ تَزَوَّجَ فَنَّانَةً ، وَفَنَّانَةٌ طُلِّقَتْ ، وَطَالِبَةٌ قَتَلَتْ ، وَفَنَّانَةٌ دَخَلَتْ اَلْمُسْتَشْفَى وَتَتَعَاطَيْ اَلْمُخَدِّرَاتُ . وَفَنَّانَةٌ حَلَّقَتْ شِعْرَهَا زِيرُو . وَأَشْبَاهُ بَشَر مِنْ اَلْكُومْبَارس يَلْعَبُونَ أَدْوَارٌ فِي سَاحَاتِ اَلْفَضَاءِ اَلْعَامِّ لِلْأَسَفِ دُونَ فِكْرٍ وَوَعْيٍ لِمَا يَدُورُ حَوْلَنَا مِنْ هَمِّ اَللَّذَيْنِ تَتَحَدَّثُونَ عَنْهُمْ وَتَنْفَرِدُ شَاشَاتُكُمْ بِأَخْبَارِهِمْ وَالْعَالَمِ يَبْحَثُ عَنْ مَخْرَجٍ لِلْأَزْمَةِ اَلطَّاحِنَةِ مِنْ حَرْبٍ لَا نَعْرِفُ مَتَى تَنْتَهِي وَانْهِيَار عَالَمِيٍّ فِي اَلِاقْتِصَادِ وَعَالَمِ عَلِي شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ اَلِانْهِيَارِ وَطَقْسٍ وَمُنَاخٍ يُهَدِّدُ اَلْكُرَةَ اَلْأَرْضِيَّةَ بِالْفَنَاءِ وَأَزْمَةِ اَلْوَقُودِ تَعْصِفُ بِدُوَلِ كُبْرَى سَوْفَ تَتَعَرَّضُ لِشِتَاءٍ قَارِسٍ هَذَا اَلْعَامِ رَفَعُوا يَافْتَاتْ كُتِبَ عَلَيْهَا فِي وَقَفَاتٍ اِحْتِجَاجِيَّةٍ فِي شَوَارِعَ بَارِيس وَرُومَا وَعَوَاصِمَ أُورُوبِّيَّةٍ ” لَا لِلْحَرْبِ نَعَمْ لِلسَّلَامِ وَالْعَمَلِ ” وَكَأَنَّنَا نَعِيشُ اَلرَّفَاهِيَةُ وَنَبْحَثُ عَنْ قَضَايَا تَرْفِيهِيَّةٍ لِلتَّسْلِيَةِ ؛ اَلشَّعْبَ اَلَّذِي يَبْحَثُ عَنْ رَغِيفِ خُبْزٍ وَطَعْمِيَّةٍ وَبَيْضَةٍ سَوْفَ تَخْتَفِي قَرِيبًا ، اَلْأَكَلَاتُ اَلشَّعْبِيَّةُ مِنْ اَلْأَسْوَاقِ وَارْتِفَاعِ كُلِّ يَوْمٍ فِي اَلْأَسْعَارِ . سِينَارْيُو اَلْأَسْوَأِ قَادِمٌ وَنَحْنُ نَقِفُ أَمَامُ أَعْتَابَ اَلْبَنْكِ اَلدَّوْلِيِّ كُلُّ عِدَّةِ شُهُورٍ . وَلِلْأَسَفِ نَعِيشُ فِي غَفْلَةٍ ” مِنْ فَقْرِ اَلْفِكْرِ وَفِكْرِ اَلْفَقْرِ ” وَالْمَسْرَحِ يَنْهَارُ وَمَازَالَ اَلْكُومْبَارس عَلِي خَشَبَةَ اَلْمَسْرَحِ وَمَازَالَ اَلْجُمْهُورُ يُصَفِّقُ رَغْمَ اِشْتِعَالِ اَلنَّارِ عَلَى جَانِبِيَّةٍ وَالْمُلَقِّنَ مَازَالَ يَصْرُخُ لِإِسْدَالِ اَلسَّتَائِرِ لِيُعْلِنَ لِلْجُمْهُورِ أَنْتَهِيَ اَلْفَصْلُ اَلْأَوَّلُ مِنْ مَسْرَحِيَّةٍ اِنْتَهَى اَلدَّرْسُ يَاغْبِي ! ! ” مُحَمَّدْ سَعْدْ عَبْدِ اَللَّطِيفْ ” كَاتِبٌ مِصْرِيٌّ وَبَاحِثٌ