أخبار العالماقتصاد

المحظوظون في الجائحة.. كيف نجح رواد الأعمال في بناء مستقبل مهني جديد

عندما تفشى فيروس كوفيد-19 عام 2020، دُمّرت صناعات بأكملها بين عشيّة وضحاها. وفي وقت عاش فيه بعض العمّال على إعانات البطالة، وجد البعض الآخر في أزمة كوفيد-19 فرصةً لتغيير مسارهم المهني وبناء مستقبل جديد.

وفي تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” (nytimes) الأميركية، نقلت الكاتبتان جيليان فريدمان وإيما غولدبرغ قصص 5 أشخاص غيّروا حياتهم المهنية خلال العامين الماضيين.

كوري وشغفه بالطعام
كان تريفونتي كوري شغوفًا بالطعام منذ الطفولة، وابتكر العديد من الوصفات في مطبخ عائلته. وفي مراهقته، كان يحلم بافتتاح مطعمه الخاص وتقديم مجموعة واسعة من المأكولات من مختلف الثقافات، من البيتزا إلى الكاري.

قبل الجائحة، كان كوري (22 عامًا) يجني المال من خلال العمل في وظائف غريبة، مثل بناء الأسقف وتنسيق المواقع في حي كليفلاند حيث يُقيم، لكن هذه الأعمال اختفت عندما اجتاح الوباء المدينة. وفي بداية الجائحة، شعر بالإحباط وبأن الطرق أمامه قد سُدّت. وفي أغسطس/آب، تعرّف على برنامج مجاني يُقدّم خدمات التدريب المهني وفرص عمل.

كان كوري متشككًا في البداية، ولكن بعد التحدث مع منسقي البرنامج سجّل في تدريب لأسبوعين على السلوكيات المهنية، مثل كيفية ارتداء الملابس في مقابلات العمل. وبعد ذلك مباشرة، حصل على وظيفة في مطعم وسط مدينة كليفلاند.

في يناير/كانون الثاني، حصل كوري على وظيفة جديدة في مطعم أميركي معاصر راقٍ يسمى “فهرنهايت” (Fahrenheit)، حيث يعمل 40 ساعة في الأسبوع في الطهي والتنظيف، وهو يدرك أنه يكتسب المهارات التي سيَحتاجها لفتح مشروعه الخاص.

بيري وصناعة الشموع
كانت دوانيت بيري (25 عامًا) حاملًا في شهرها السادس عندما تم تسريحها من وظيفتها في شركة تحويل أموال بكوينز في مارس/آذار 2020، وهو ما سبّب لها صدمة مؤلمة ووضعها أمام خيارات صعبة: كيف ستعول نفسها وطفلها؟

وضعت بيري مولودها في يونيو/حزيران، وانتقلت إلى منزل والدتها في أوراديل بولاية نيوجيرسي. وجدت هناك الدعم والحضن الدافئ من أمها وجدتها وأخواتها الأصغر سنًا، وبدأت التفكير في كيفية استغلال هذه الصدمة للبدء في تحقيق حلمها.

شاهدت بيري مقاطع فيديو عن صناعة الشموع على يوتيوب وإنستغرام، بعد أن أدركت أن الشموع شيء يستهوي الجميع، لذا قررت البدء في مشروع لصنع الشموع وبيعها. أطلقت على شركتها اسم “فلايم آن ماما” (Flame N Mama) تكريما لابنها.

والآن، توازن بيري بين عدة وظائف، إذ تقوم بتوصيل الطلبات مع شركة “دور داش” (DoorDash) من 3 إلى 4 ساعات في اليوم، وتم تعيينها مؤخرًا اختصاصية في تسجيل في أحد متاجر السيارات. وفي المساء، تصنع شموعها وتبيعها عبر منصات التواصل الاجتماعي، وقد تمكنّت من جمع أموال والعودة إلى كوينز مع ابنها.

مارتينيز ومساعدة طبيب الأسنان
عندما بدأت ليز مارتينيز (32 عامًا) التدرّب للعمل مساعدة طبيب أسنان العام الماضي، أدركت أن ذلك سيكون مختلفًا عن عملها مستشارة تجميل في متاجر “سيفورا” (Sephora) في سان فرانسيسكو، لكنها وجدت في عملها الجديد قواسم مشتركة، فهي تمارس نفس المهارات التقنية، وتتواصل مع العملاء وتقدم لهم المساعدة.

في مارس/آذار 2020، تلقت مارتينيز رسالة بريد إلكتروني يعلمها فيها المتجر الذي تعمل فيه أنه سيغلق أبوابه مؤقتًا بسبب الجائحة. بعد فترة وجيزة، رُزقت بابنتها الثانية فلم تستطع العمل لحاجتها للاعتناء بأطفالها، ولكن لم يعد لديها دخل لإعالة أسرتها، وعلى حد تعبيرها “اكتشفت حينها كيف يمكن أن تكون محاطًا بالناس ومع ذلك تشعر بوحدة عميقة”.

اكتشفت مارتينيز أنها تستطيع تلقي تدريب لتصبح مساعدة طبيب أسنان عن طريق برنامج محلي غير ربحي، فقامت بالتسجيل في دورة مدتها 3 أشهر.

ليفي وعربة الطعام
كان ديفيد ليفي (61 عامًا) لا يزال يحاول تجاوز الكارثة التي حلت به عندما اجتاح الوباء البلاد. فقد دمّر إعصار “إيرما” منزل عائلته عام 2017، وفقد وظيفته في البناء مما اضطره للانتقال للعيش مع والدته هو وزوجته وأطفاله الثلاثة.

عانى للعثور على عمل في فرجينيا، لذا بدأ العمل سائقا في شركة “أوبر”، لكن الوباء قلل من وتيرة العمل لينخفض دخله.

حصل على رسالة من برنامج توظيف كبار السن لخدمة المجتمع الذي يوفر تدريبًا وظيفيًا. وفي أغسطس/آب 2020، التحق بورشة لأصحاب المشاريع الغذائية، وكانت لديه فكرة لتعديل مقطورة كبيرة لتصبح عربة طعام، لكن لم يكن لديه التمويل الكافي.

بعد ذلك، تعرّض لحادث سيارة تركه طريح الفراش في المستشفى. في أغسطس/آب 2021، حصل على مبلغ تأمين قدره 65 ألف دولار، فاستخدمه لإطلاق مشروع عربة الطعام “بيتزا بيتا” لتقديم أطعمة تدمج بين النكهات الشرق أوسطية والكولومبية.

واتيري ومزرعتها الخاصة
كانت واتيري (54 عامًا) تعمل ممرضةً في سجن “ترافيس” بأوستن في ولاية تكساس عندما بدأت الجائحة، وهو ما وصفته بأنه أكثر الأوقات المفزعة التي مرت بها خلال 10 سنوات من التمريض. ففي تلك الفترة، لم تكن قلقة بشأن حماية نفسها من الفيروس أثناء العمل فحسب، بل كانت أيضًا تخشى من بعض السجناء الذين كانوا يصبّون غضبهم عليها، وقالت إن أحد السجناء حاول البصق عليها قائلا “أنا مصاب بالوباء وسأنقل لك العدوى”.

كان العمل يستنزفها مثل العديد ممن يعملون في قطاع الصحة. وقد أوضحت قائلةً “أحبّ رعاية الناس، لكن في مرحلة ما كنت أفكر جديًا في تغيير وظيفتي والعناية بالنباتات، فالنباتات لن تنعتني بالألقاب وتهينني”.

في تموز/يوليو 2021، تركت العمل لتحقق حلم الطفولة وهو أن تصبح مزارعة. ولتتعلم كيف تدير مزرعتها الخاصة، سجّلت في صفوف مع منظمة “فارم شير” (farm share) غير الربحية في أوستن، واستأجرت قطعة أرض صغيرة لزراعة الفاكهة والخضراوات، وهي الآن تبيع إنتاجها لأسواق المزارعين المحليين.

المصدر : نيويورك تايمز

مقالات ذات صلة

إغلاق
%d مدونون معجبون بهذه: