أخبار وطنية

هل فهمنا خطاب وادان ؟ عثمان سيد اجمد

بعد اسبوعين تقريبا على خطاب فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني في افتتاح مهرجان مدائن التراث بوادان ، رأيت انه من واجبي العودة اليه لايضاح مسائل اساسية ارى انها جديرة بعناية المثقفين والكتاب من كل الطيف السياسي الوطني .
إن التساؤل حول مدى فهمنا للخطاب يبدو مستفزا على الاقل للبعض ولكنه جدير بالطرح .
لقد جاء الخطاب بطرح عميق وواضح لمسألة الوحدة الوطنية باعتبارها من الرواسب التي يجب التخلص منها بسرعة ، فتدرج الخطاب بصورة موفقة في التطرق لهذه المسألة، فتناولها في البداية مبينا لضرر النظرة الدونية لبعض الفئات من المجتمع على المجتمع نفسه مُدينا للطبقية باقسى عبارات الادانة ،مبينا ان الدين و الاخلاق والنفس السليم تابى هذه الممارسة موضحا انه لا مجال من هذا المنظار لها ، معتبرا ان التصنيف الصحيح للمجتمع يكون بفائدة الفرد ومدى مايقدمه للمجتمع من خدمة ،فكيف اذا يمكن ان ننظر بالدونية لفئات هي التي يرتكز عليها اقتصادنا ونمو مجتمعنا ، لقد بين الخطاب سلبية هذه النظرة وتلك العقليات ليخلص الى ان الدولة لن تقبل هذا وسيكون القانون بالمرصاد لكل من يحاول المساس بالوحدة الوطنية .
لقد تمحور ثلثا الوقت المخصص للخطاب حول قضية الوحدة الوطنية وانصاف الفئات التي كانت تتعرض للتهميش والنظرة الدونية من المجتمع. موضحا ان انصافها والقضاء على تلك العقليات المعيقة لتطور الدولة واجب الجميع .
بالرغم ان الخطاب كان مخصصا لافتتاح مهرجان مدائن التراث ،وهو حدث ثقافي وتاريخي مهم جدا وتخصص له الدولة هذه السنة مبلغا ضخما لجعله افضل واكثر فائدة للمدن التاريخية وساكنتها ،إلا ان قضية الوحدة الوطنية سيطرت على اغلب وقت الخطاب نظرا للاولوية الكبيرة التي يوليها فخامة الرئيس لهذه القضية الوطنية وفهمه العميق لها ، فهل فهمنا نحن حقا خطاب الرئيس؟

مقالات ذات صلة

إغلاق
%d مدونون معجبون بهذه: