أخبار وطنية

نسمات الإشراق : الصوم جنة/ د. محمد الأمين محمد المصطفى

حين يتحدث القرآن عن العبادات الكبرى فذاك موطن من مواطن التدبر المنهجي التي يلزم التنبه لها، حيث يعطيك النص القرآني مفاتيح العمل التربوي الذي يصلح النفوس دون عنت، ويرقى بها في مدارج القرب عبر سلم متدرج، تتحدد مقاصده، وتستبين المسالك الموصلة إليه، وفِي آيات الصيام يتجلى ذلك واضحا من خلال:
١التمهيد النفسي الذي يشعر المؤمن بالانسجام عبر سلك البشرية في عبوديتها لله(كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم.)
٢تحديد المقصد العام الذي يلزم المؤمن أن يكدح لتحقيقه(لعلكم تتقون)
٣بث الاستعداد النفسي من خلال الحديث عن الفترة الزمنية المحددة(أياما معدودات )وقبول المعاذير(فَعِدَّة من أيام أخر)
٤اتباع منهج تربوي يقوم على بعدي الترغيب والاستدراك(عدة من أيام أخر…..وأن تصوموا خير لكم)
٥الحرص على عيش المؤمن للجو العبادي فحين يعجز عن الصوم يستدر ك بالفدية ويستشعر جو الشهر وخصوصيته(شهر رمضان الذي أنزل فيه القرءان) والحديث عن الدعاء مؤذن بأهمية الانطراح بين يدي الله واسع العطاء، حتى لايشقى المؤمن بصدوده عنه
٦من فقه التربية في الآيات اتباع أسلوب النفرة بأداء الفرض،حتى إذا رسخت هذه القيمة وأصبحت عادة حوفظ عليها كسلوك تربوي ملازم للمؤمن في حياته(فمن تطوع خيرا فهو خير له)
إنها دروس منهجية تعلم أهل التربية الجمع بين التدرج بالنفوس حتى لاتسأم وتصد، والأخذ بالعزيمة في بعض الأحيان حتى لاتكسل وتضل، وتحديد المقصد حتى تستعد للأخذ بالأسباب اللازمة.
أصبحنا وأصبح الملك لله

مقالات ذات صلة

إغلاق
%d مدونون معجبون بهذه: