خاص بالسياسيمقالات

ربع قرن على فراق اهل أكجوجت للمرابط محمد عمران البصادي !

ربع قرن على فراق اهل أكجوجت للمرابط محمد عمران البصادي !

كم نحن حامدون و شاكرون لله أن أدركنا لمرابط محمد عمران ولد سيد ولد أشفغ البصادي حتى تعلمنا على يديه كتاب الله ,وأدبنا فأحسن تأديبنا.
لقد كان لنا أبا وشيخا وملهما.
هو الشيخ محمد عمران بن سيدي بن محمد بن عبدالله بن ألفغ الذي أفنى عمره في العمل على تعمير قلوب الرجال بالقرآن الكريم والعلم الشرعي طيلة خمسة عقود تزيد قليلا او تنقص .
نشأ شيخنا محمد عمران ولد سيد في منطقة (ابير اللبن ) من ولاية الترارزة بمنطقة بوتلميت خصوصا,
وامه كريمة الولي والعالم الشيخ المعلوم البصادي
ووالده هو سيدي ابن ألفغ البصادي رحمه الله رجل فذ من اهل العلم والفضل عرف بخاصية ضبط الوقت من خلال قياس كمية العبادة وقراءة القرآن
بعد أن درس على القاضي سيدي محمد ولد داداه الأبيري والمرابط التاه بن يحظيه ولد عبد الودود علوم اللغة انطلق الفتى محمد عمران ولد سيدي شمالا باتجاه مضارب حاضرة الفقه لأشياخنا أهل محمد ولد محمد سالم في نهاية ثلاثينيات القرن الماضي وهناك التقى بوالدي محمدو ولد البخارى حيث تتلمذا على المرابط الورع قاري.
يقول والدي محمدو ولد البخاري منذ ذلك الوقت ونحن أحبة.
عرف محمد عمران بقدرته على الحفظ فهو أحدُ ثلاثة اشتهروا بحفظ كتاب خليل عن ظهر قلب, ماشاء الله
كما انه رحمه الله كان يتمتع بقوة بذكاء رياضي احترافي حيث كان طلاب المحظرة يلفون لثاما على رقبته ثم يقومون بشده من طرفيه بينما يبدأ هو في شرب اللبن دون تأثر حتى يشرب ما يريد من الإناء
وقد حدثني العم احمد ولد سيد احمد ولد سيد عبدالله والوالدة ميمون منت لحويج رحمة الله عليهما كل على حدة , أنه مرة تحرش به أحد الطلاب عدة مرات مستعرضا عليه قوته وقد غره عظم جسمه وتوسط قامة محمد عمران ,فشكاه إلى المرابط فرد عليه (ابيهيم لاه يهن عنك ألا إل اخنكت ) ,
وبينما كان الجميع بعد ذلك يستعدون لإقامة الصلاة جاء الطالب محل الذكر إلى الصف بجانب محمد عمران ووطئ على قدمه فقال محمد عمران له لقد آلمتنى فرد عليه انه تعمد إيلامه فما كان من محمد عمران إلا أن صفعه صفعة افقدته وعيه وقرر المغادرة بعدها
, لقد حصلت كل هذه الاحداث وشيخنا لما يكمل الثامنة عشرة من عمره
حين أنهى شيخنا علوم المحظرة التحق بمضارب أهل محمد المام ولد محمد ولد عبد العزيز (اميه) حيث بدأ التدريس هناك ,وبعد ان اكمل عامه الأول كما يحدث هو دائما انطلق جنوبا إلى منطقة ابير اللبن ليسلم على اهله وذويه امضى معهم قرابة شهرا حرصو خلاله على لومه على إقامته في مضارب اهل باركلل وحثوه على البقاء بينهم حتى اقنعوه, لكن والده لم يكن من بين من لامه وحين خرج في وداعه وقد قرر ان يذهب ليودع اهل لفريك ويعود إلى اهله قال له ابوه وكانت تلك اول مرة يخاطبه في الموضوع ( حد جابر اتفاك امع اهل باركلل ما إبدلهم اب شي )
عاد الشيخ محمد عمران إلى احبته من اهلنا في مضاربهم في تيرس وقد علم القرآن ونال من الإعجاب والعظمة في النفوس الشيئ الكثير,قبل أن ينتقل إلى مدينة أكجوجت حيث ظل الركن الشديد الذي تهوى إليه أفئدة من يريد حفظ القرأن وتدريس العلن ومنهج الصلاح لذريته ,إذ درس القرآن وظل يدرسه للأجيال المتعاقبة حتى وفاته سنة الف وتسع مئة وستة وتسعين.
لا أزال اذكر بعض تفاصيل الاحداث يوم قدمومي الأول للإنضمام إلى صفوف ظلاب المحظرة في دار اتلاميد في امكيزيرة وقد ردني مع اخي احمد بزيد لحداثة سنى حيث دار بينهما حديث إذ سأله الشيخ عنى من أكون ,وكان وصل التسميع إلى قوله تعالى في سورة يوسف (آنا يوسف وهذا اخي قد من الله علينا….. )فوضع يده على رأسي واجابه بالآية الكريمة ثم عاد بي إلى المنزل .
وبعد ان وصلت إلى سورة (تبارك الذي بيده الملك ) عند الشيخة النن منت سيد احمد التى تولت تدرسي رحمه الله منذو الحرف الأول وحتى تلك المرحلة .
عدت إلى الشيخ محمد عمران والتحقت بالمحظرة النموذجية في رأيي حيث القرآن الكريم والتكوين البدني والعقلى.
من أوائل من تتلمذ على محمد عمران في أكجوجت الشيخ محمد عال ولد محمد ولد البخارى ,ومن من ادركت من الجيل و الدفعات السابقة احمد بزيد ولد سيد احمد و محمد ولد عيتق وقد سبقه اخوه الشيخ علين ولد عتيق ولد محمد ولد عبد العزيز وكذالك محمد يحيى بن شيخي احمد ولد محمد خوي وقد سبقه اخوه محمد لغظف, واحمد ولد عال ولد سيده رحمه الله وقد سبقه اخوه محمد , و الشيخ احمد كوري ولد ابوه ولد محمد مؤمل وسبقه ابن عمه الاستاذ البخاري ابن محمد بن محمد مؤمل وسبقنا الاخ ابراهيم ولد محمد سالم ولد ابلال واشتركنا المحظرة مع اخيه الاصغر السامور ولد ابلال.
ومن من رافقتهم خلال هذه المسيرة الاجمل
عيسى العتيق ولد محمد المام ولد أحمد مولود ولد محمد عبد العزير والشيخ محمد سالم (عدود ) ولدابوه ولد محمد مؤمل وأوخويه المهندس عمر و الاستاذ سيد احمد وابناء محمد لمين ولد التار حرازم وإخوته الاستاذ عبد الله والكنتي وسليمان ,والشيخ سيد احمد ولد محمد المام (بده) وابني احمد ولد بتار حمود واخوه المخطار وسيد احمد ولد ابليلة وابني حمود ولد بنعوف اندح واخوه الاصغر الذي يليه
والمهندس محمد ولد اعل دندو واحمد بزيد ولد سيد
والتحق به بعد أن انهينا الدراسة وأثناء وجودنا كثيرون من بينهم احمد ولد احبدي والشيخ محمد عبد الله ولد احمد مولود .
و مما اجمعنا عليه خلال السنوات التى رافقنا فيها شيخنا , ان الرجل جعلت قرة عينه في القرآن العظيم فهو لايمل تدرسه ولا سماعه في كل الأوقات وفي ايام العطل ونلاحظ ذالك حين ما يقابله احدنا في الشارع في ايام العطل , فكان الشيخ يبادره مبتسما ( مانك لاه اتخل امرابطك ماشي وحد ما صيفطتو )وبعد ان يوافق الطالب يبدآن في التمشي ببطئ إلى المكان المقصود ,يبادره الشيخ رحمه الله قائلا نحن لن نظل ساكتين
(مش حزب لوحك ) ورغم ان الشيخ محمد عمران يمتلك علاقات واسعة ومتشعبة تمتد من مدينة اكجوجت إلى منظقة تيرس مرورا بشنقيط ومدينة اطار ومايعرفُ بركبت آدرار دون أن ننسي , منطقة لبيرات في نواحي بتلميت ,إلى أنه ظل مقبلا على شأنه لا يتدخل في مالا يعنيه ولا يسمح للغير ان يشركه في مالا يعنيه مهما كانت صلته به, كما اعتزل السياسة حتى بالحديث,كما انه قليل الزيارة يمر على الاهل في بيوتهم يوم الجمعة مرور الكرام ,يسلم بلطف ونادرا ما يجلس لوقت طويل ثم يخرج بلطف ولا اذكر أني رأيته يأكل في غير بيته.
لقد عمل شيخنا على تعلمينا ان الرجولة همة خلق وادب وعمل, وان المعاملة صدق ووفاء ,وان الحياة درب جميل حف بالمكاره ولا مكان للغفلة والتكبر وقصر النظر لمن اراده سالكا, لقد زرع فينا ان المبادرة بالتراجع عن الخطإ وتصحيحه قد تجنب العقوبة أو تخففها ,لكنها حتمية الوقوع وقوية الاثر على المتمادى المغرور الغافل .
حدثني اخى احمد بزيد انه حين ما انتسب إلى القوات المسلحة وجد نفسه مهيئا بشكل كامل للتدربات بفضل السنوات التى امضاها رفقة المعلم الشيخ محمد عمران.
ادين لشيخى بعلاقات مع اناس كرام تعرفت عليهم في صغرى في حي امكيزيرة , الذي أعرفه نابضا بالحياة ومسجده معمور بأهله الكرام ومن بينهم اهلى ,اهل الشيخ ولد العالم وهل بانمو وهل دومة واهل ألمان وهل كنك واهل ابيليل واهل الرجل الطيب محمد سالم ولد ابلاد االذي يتعبد آلله بالإحسان على شيخنا وتلاميذه يحسن إليهم بشكل شبه يومي من تمره ولحمه ومن خبزه الذي يصنعه في مخبزته العامرةبالفضل والتفاني في العمل والصدق , كما كان جميع اهل امكيزين كريمون وذو فضل ,قد مثل سفري معه إلى منطقة أكرفات في ركبة آدرار في موسم الكيطن , نقلة في تفكيري ونظرتي لما يدور حولى , وكنا ننزل في كل مرة عند اهل محمد لمين ولد التار ,والذين كانو يبالغون في إكرامنا, كما ان من حولهم من اهل القرية والقرى المجاورة يفعلون ذلك ايضا ,وهم لنا اهل احبة اسأل الله ان يديم علينا وعليهم نعمة المودة والعافية والصحبة الصالحة.
يشهد من يعرف محمد عمران حق المعرفة بإنفاقه وكان ينفق مما تيسر ويمنح ويأمر الناس بالصدقة جماعات وفرادى وقد حدثني عيس العتيق انه قال له إذا(استكثرت الصدقة فأنقصها ليلا يدخلها الرياء, وكان صاحب كرامات مشهورة , يرقي الناس ويثبتهم ويتفائل بالخير ويصدق فأله وحديثه بقدرة الله وكان شيخا للوالدة ميمون منت لحويج والشيخة عائشة منت احمد كوري والشيخة امبيركة منت سيد احمد واختها آمة والشيخة فطمة منت سيد احمد واختها الخيت و ومعظم اهلنا من اهل الفضل .
لمحمد عمران من الابناء الشيخ محمد ابراهيم وأمه من منت امربيه رب ولد الشيخ المعلوم , والشيخ محمدسعيد وامه مريم منت عبد الودود السمسدية من اهل شنقيط وهو الاخ الاصغر للعيمد والصحفي الاشهر السني عبداو , وقد حدثني السني عن فضل وخلق وكرم ابيه , محمد عمران,
وله من الأبناء كذالك الشيخ المعلوم وامه هند منت سيد احمد ولد ابوه السباعية من اهل إنشيرى وهي ذات شأن في مجال الصلاح والكرم وكنا نلقبها بالنانة, وكانت تطلق على كل تلميذ لقبا وكانت تلقب احمدبزيد ب(يطن براص ثم تدرجت له في الرتب ببعض البطئ فكان الامر بعد ذالك كما ذكرت,
وله كذالك من الاولاد شيخنا الاستاذ محمد محمود الذي يشبهه خلقا وخلقا وشقيقه الاكبر الراجل رده الله سالما, وامهما ميمون منت امود من الشرفاء آل المولود
وله من البنات فطمة وامها ميمون منت احمدو ولد امين الكنانية وهي إبنة عم العلامة يحظيه بن عبد الودود ,وذات الدين التى توفي عنها وهي صغيرة مثل شقيقيها محمد محمود والراجل, وهي وفاة خلفت فراغا قرآنيا وروحيا في مدينة أكجوجت وفي نفس كل من عرفه من قريب او بعيد, حز في نفسي اني لم اكن حاضرا لكن من حضر حدث عن شمش غربت بعد أن اضاءت, مدة عمر من اعمار امة محمد وانارت قلوبا بالايمان والصلاح ستظل تذكر فضله بإذن الله ما تعاقب الليل والنهار .
الشيخ سعدبوه سيد عبد الله الفاظل
موقع السياسي

الوسوم
إغلاق
%d مدونون معجبون بهذه: