أخبار وطنيةخاص بالسياسيمقالات

أول رئيس وزراء من شريحة لحراطين يروي تجربته النضالية ,ومع السلطة ودهاليزها (القمة السياسية )

رئيس الوزراء السابق يروي تفاصيل عملية تسريب الباكالوريا قبل عشرين عاما (خاص السياسى)

قال رئيس المجلس الدستوري ورئيس الوزراء السابق الاستاذ اسغير ولد امبارك ضمن برنامج القمة السياسية الذي يعده وينشره موقع السياسي , إنه ورفاقه في النضال أسسوا حركة الحر ,التي تناضل من أجل حقوق شريحة لحراطين في تاريخ الخامس من اغسطس العام 1978 وإن اول مظاهرة نظموها كانت على خلفية بيع سيدة في مدينة اطار و قد تم اعتقالهم وأحيل مع رفاقه إلى محكمة عسكرية في مدينة روصو .. كما تحدث عن تجربته السياسية وعمله في الحكومة وحادثة تسريب الباكالوريا قبل عشرين عاما حين كان وزيرا للتعليم, كما تحدث عن دوره في التعريب إبان حكم الرئيس معاوية ولد سيد احمد ولد الطايع ومساهته في دعم الرئيس السيد محمد ولد الشيخ عبدالله و تقييمه لمورتانيا في ظل قيادة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني
وإليكم المقابلة بالتفصيل

سم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على نبيه الكريم
 
متابعي  موقع السياسي  المتخصص في الشؤون السياسية بمناسبة الذكرى الستين للاستقلال الوطني يشرفني ان أرحب بكم في الحلقة الأولى من برنامج القمم السياسية والذي نستضيف لكم  فيه الاستاذ اسغير ولد امبارك رئيس المجلس الدستور ووسيط الجمهورية ورئيس الوزراء السابق.

 
سيد الرئيس كيف كانت بداية المشوار؟ 
 
لقد اهتممت بالشأن العام مبكرا ، وعند التحاقي  بالتعليم الاعدادي  في ستينات القرن  الماضي كان الشباب الموريتاني يطالب بالاستقلال الاقتصادي والاجتماعي و يعتقدون أن موريتانيا حصلت  على الاستقلال السياسي فقط وأنها بقيت تابعة لفرنسا اقتصاديا واجتماعيا .

    لم اكمل دراستي النظامية لأسباب قاهرة لكني التحقت بالمدرسة الوطنية للإدارة حيث تخرجت منها كاتب ضبط سنة 1973  ثم عدت اليها وتخرجت منها سنة 1978 

    كنت ناشطا سياسيا سنة 1973   حين اتخذ الرئيس المختار ولد داداه قرارات ثورية اعتبرت تحولا  جذريا ، من بينها تأميم ميفارما وإطلاق  العملة الوطنية ثم الانفتاح علي الشباب  ومراجعة العلاقات مع فرنسا.
 
               لقد بدأت موريتانيا تحتل مكانة مرموقة  إثر ذلك علي المستوي الافريقي والعربي وتحولت جل القوي السياسية التي  كانت تعارض الرئيس إلى دعمه وقد أستمر الأمر الي حين انطلاق شرارة حرب الصحراء , حيث بدأت موريتانيا تواجه  مجموعة من التحديات الكبرى من بينها  كون الرئيس الجزائري هواري بومدين أصبح يريد اسقاط الرئيس المختار بأي طريقة ، معتبرا أن الاخير قد خان الجزائر  وفي المقابل كان الرئيس المختار يعتقد أن ما قدمته موريتانيا للجزائر لم يكن أقل قيمة مما قدمته الجزائر لموريتانيا حيث وقفت موريتانيا إلى جانب الجزائر ضد السياسة الفرنسية فيها  برغم من حاجة  موريتانيا إليها  وتمتعها بالدعم الفرنسي الدائم قبل ذلك.

 
في تلك الحقبة كان جيلي من أبناء فئة لحراطين يعانون  من غياب العدالة الاجتماعية والتهميش والاسترقاق والكثير من الظلم ، على الرغم من أن الدولة الموريتانية قد أعلنت في الدستور  عن مبدأ الحرية والمساواة لكن المجتمع كان بعيدا كل البعد عن مفهوم الدولة وكانت القبلية والقيم التقليدية للمجتمع لا تزال راسخة بشكل كامل تقريبا وهي مبنية علي الطبقية والاسترقاق , كما اتضح لنا  لاحقا أن الحركات التي تناضل من اجل العدالة  والمساواة  لم تلي أهمية كبيرة لقضيتنا ,ويقول المثل الحساني  (لجرب إحكل ألا رأس ) وبالتالي قامت نخبة تنتمي الي فئة لحراطين بتأسيس حركة تسمي حركة الحر يوم 05/03/1978.  واصدرت أول منشور لها يوم 12/07/1978 بعد الانقلاب علي الرئيس المختار. 
 
السيد الرئيس كم عدد الاطر الذين أسسوا حركة الحر؟؟  وكيف كان تأسيسها ؟؟ 
 
 
كما تعرف ففي العمل السري لا يمكن لأهل التنظيمات من ان يعرف بعضهم بعضا ولكن كان من أبرزهم
السيد   الرئيس مسعود ولد بلخير والرئيس بيدل ولد هميد والمناضلين عشور ولد صمب وسيد عبدالله ولد محمود   ولكيحل ولد محمد العبد والمتكلم وآخرون ….  وكنا أول حركة تم اعتقال اعضائها بعد اول منشور تقوم بتوزيعه.
 فور وصول الرئيس محمد خونة ولد هيدالة   إلى السلطة وعلي خلفية تظاهرات قمنا بتنظيمها  في عدة ولايات احتجاجا علي بيع  سيدة في اطار تمت إحالتنا الي محكمة عسكرية كمجرمين  في روصو  وقد أثار اعتقالنا ومحاكمتنا ضجة في الثكنات العسكرية. 
 
من هم الرفقاء الذين كانوا معك في السجن ؟ 
 
بيدل ولد همد   و عاشور ول صمب وسيد عبد الله  ولكيحل و عبد الرحمن ولد محمود  وآخرون   يجمع بيننا جميعا نفس الهدف دون النظر الي اختلاف جهاتنا  
 
ماهي التهم التي وجهت اليكم ؟ 
 
تأسيس منظمة غير شرعية وتوزيع المناشير وأشياء من ذلك القبيل 
 
ما هو الحكم الذي صدر بحقكم ؟ 
 
السجن ثلاثة أشهر مع وقف التنفيذ 
 
هل تأثر عملكم في المحكمة أثناء تلك الفترة ؟ 
 
في ذلك الزمن كنت في إعارة لوزارة المالية كمحصل  
 
كيف كانت اجوبتكم في المحكمة ؟ 
 
بالنسبة لنا كانت المحكمة منبرا للمطالبة بحقوقنا والدفاع عن شريحتنا وقد اعترفنا بتأسيسنا لحركة الحر وقد دعمنا من طرف جميع المحامين والنخبة الموريتانية باستثناء محام واحد وقد تابعت المنظمات الدولية الحدث وقد أسفرت تلك المطالبات عن قانون إلقاء الرق الأول من نوعه في البلاد 
 
السيد الرئيس كيف كانت بدايتكم مع الوزارة ؟ 
 
رغم أن الرئيس محمد خونه ولد هيدالة قد أقر قانون الغاء الرق إلا ان شريحة الحراطين ظلت مبعدة عن التعينات حتي وصول الرئيس معاوية ولد سيد احمد الطايع .
لقد كان تعيين السيد مسعود وبد بلخير الأول من نوعه فكان أول وزير من شريحة لحراطين
 
 
لقد عينت وزيرا للتعليم ثلاث مرات اثناء فترة حكم الرئيس معاوية وخلالها قرر الرئيس معاوية أن يكون النظام التعليمي موحد عربي, وقد كلفني بهذه المهمة وقد واجهتُ مشكلة  وذلك لرفض البعض للغة العربية ,على الرغم من أن الدولة الموريتانية في تلك الفترة كانت في أشد الحاجة الي ذلك التوحيد,  لجمع الشمل الموريتاني. 
ثم راجعنا تعريب المواد العلمية بعد ذلك وقررنا إعادة تدريسها باللغة الفرنسية وقد أحدث ذلك ضجة كبيرة خصوصا من طرف القوميين العرب في موريتانيا ، حيث رأوا أن في ذلك رجوع وتراخي ولكنا كنا ننظر  للموضوع من جانب آخر, وهو كيفية  تأمين للطالب الموريتاني المتفوق في الباكالوريا العلمية الرياضيات أو العلوم إمكانية الالتحاق بالجامعات الدولية والولوج إلى التخصصات العلمية كالطب والهندسة دون اضاعة سنة او اثنتين في دراسة اللغة الفرنسية. 
 
 
وفيها هذا النطاق اغتنم الفرصة لأقول كلمة في حق الرئيس معاوية ولد سيد أحمد الطايع وهي أنه قدم الكثير لهذا الوطن رغم جميع علاته وفيي هذا السياق اتطرق لقضية اسرائيل فموريتانيا في تلك الحقبة كانت مهدد بالتفكك حيث تآمر الكثيرون عليها وقاموا بالكثير من الحملات ضد موريتانيا وذلك باستخدام ورقة الزنوج ولحراطين، مما اضطر الرئيس معاوية لتلك المناورة وفي ذلك تقديم لمصلحة موريتانيا على العواطف.
كما أنه بالنسبة لي السيد الرئيس معاوية يرجع له الفضل في وضع أسس إرجاع الحقوق لشريحة لحراطين واشراكهم في الشأن السياسي وقد أشرفت شخصيا حين كنت وزيرا للصحة علي افتتاح مراكز صحية في جميع المناطق النائية ( المعروفة محليا  بآدوابة ) كما قمت بتقديم الكثير من المساعدات لصالح المنمين.
وفي زمن تسلمي لوزارة التنمية الريفية مثلا نفذت كل تلك الاصلاحات والسياسات التي كان يهدف لها الرئيس معاوية ولد سيد احمد الطايع. 
 
السيد الرئيس هل أنتم راضون عن مساركم السياسي ؟ 
 
أنا كفرد أري أني ناضلت من أجل عدالة اجتماعية وقد انعم علي الله تبارك وتعالي ، حيث تم تعيني في فترات مختلفة في مراكز سامية في عدة حكومات وفي حقب مختلفة ابتداء من وزير ورئيس للوزراء في حكومة الرئيس معاوية  ووسيطا للجمهورية في حكومة الرئيس سيد ولد الشيخ عبد الله ورئيسا للمجلس الدستوري في حكومة الرئيس محمد عبد العزيز   وحاليا رئيس مجلس الادارة في شركة معادن في عهد الرئيس  محمد الشيخ الغزواني ,وأنا أعتقد أن واجبي الوطني يحتم علي القبول بأي عمل يمكنني من خلاله السعي في بناء موريتانيا دون التكبر أو  طلب رتبة معينة.    
 
أما من جانبي كسياسي فأذكر والحمد لله أنه من سنة 1991 وأنا أنتخب في كل مناسبة ولكن في كل مرة أعين وزيرا  وذلك حتي سنة 2005 وبعد ذلك بقيت في الحزب الجمهوري  وقررت الترشح من خلاله والتقيت الرئيس اعل ولد محمد فال  رحمة الله عليه والسيد محمد ولد عبد العزيز وأخبرتهم بنيتي الترشح
وقد أشار علي الرئيس اعل ان أترشح كمستقل ولكني رفضت ذلك,  وقلت له بالحرف الواحد إنني لن أتنكر للحزب الذي انتمي له, وترشحت هنا في نواكشوط ,وتم انتخابي كنائب من طرف الشعب الموريتاني.
لم تكن لدي عداءات طوال مشواري السياسي ولم أسئ لشخص أيا  كان من الموالاة أو المعارضة وذلك الي يومنا هذا.   

 
السيد الرئيس أود أن أسألكم عن أكثر الصعوبات التي واجهتكم خلال مساركم السياسي  أو خلال عملكم في الحكومة ؟ 
 
 
طبعا الوشاية، فقد عانيت من ادعاءات بعض القوة تقليدية, أتهموني فيها بالعنصرية وقد عزلني الرئيس  معاوية من الحكومة  علي اثر تلك الادعاءات  لكنه أعاد إلي الاعتبار  بعد ان ثبت لديه زيف تلك الوشايات. 
أما الصدمة الثانية, فكانت يوم حادثة تسريب الباكلوريا
لقد تم تسريبها هنا في انواكشوط من طرف رئيس مركز في لبراكنة  ، كان قد تعامل مع مدرسة حرة في انواكشوط ، حيث  كان يفتح المواضيع في الليل ويرسلها مع سائق اجرة إلى انواكشوط.
 
 لقد قررت التعامل مع الموضوع بحسن نية حيث رفضت بعض آراء المستشارين ومديري التعليم القاضي بتشديد التصحيح أو عدم انجاح اي من الطلاب في المراكز التي تمت فيها عملية التسريب لما في ذلك من ظلم لبقية التلاميذ الذي قضوا سنة من التحضير لهذه المسابقة الحساسة ورأيت أنه من الأفضل الصراحة مع الذات و إعادة البكالوريا وقد أثار ذلك القرار ضجة كبيرة في الوسط السياسي ، حيث اتخذت منها المعارضة مطية للهجوم على النظام والنيل مني شخصيا وكان من تداعيات تلك الضجة الاستغناء عن خدماتي كوزير للتعليم.
 وللعلم فان أكثر شخص لا علم له بمواضيع الامتحانات هو الوزير، لأن طرح الامتحان تقوم به لجنة لها خبرات عالية وتعتمد على الأساتذة خصوصا الذي يدرسون أقسام البكالوريا كما تحرص اللجنة علي عدم معرفة الاساتذة بالمواضيع المقترحة وذلك لسلامة الباكالوريا من التسريب.
   بعد ذلك بأسبوع تم استدعائي من طرف الرئاسة وتم تعييني مديرا عام لشركة تسويق الاسماك وبعدها تم تعيني وزير العدل ثم رئيسا للوزراء.
 
كما أنه بعد الانقلاب علي الرئيس معاوية ولد سيد احمد الطايع تم استدعائي بخصوص شركة وود سايد وقد أجبت أنني لم اكن متابعا للملف ولكني اتحمل جميع المسؤوليات عن الأعمال التي قامت بها الحكومة بخصوص ذلك العقد بصفتي وزيرا أولا   .
وبهذه المناسبة أود الإشادة بالموقف المشرف الذي اتخذه وزير الطاقة والنفط آنذاك المهندس زيدان ولد احميد الذي قال للمحققين أنه كان يناقش مواضيع الشركة مع الرئيس معاوية مباشرة وقد كان ذلك موقفا نزيها وشجاعا منه.
 
 
السيد الرئيس متي ارتبطتم بالنظام الجديد بعد حكومة الرئيس معاوية ؟
 
بعد انتخابي كنائب بفترة وحين تقرر ترشيح الرئيس سيد ولد الشيخ عبد الله استدعاني السيد محمد ولد عبد العزيز وكان يومها قائدا للحرس الرئاسي وأخبرني عن قرارهم بترشيح الرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله وقد أجبته، بعدها بيومين زارني السيد المرشح حينها سيد ولد الشيخ عبد الله في المنزل، وفي لقائنا الاول قال لي أنه يود معرفة أوضاع موريتاني بصفتي الوزير الأول الأخير مع الرئيس السابق معاوية وأخبرته أني لست ملما بما يعني الجيش والأمن ولكن سأخبره بكل ما يخص التسيير الاداري.
وبعدها عاد ليطلب مني لقاءا آخر سياسيا والتقيت به ومعي معظم الكوادر الوازنة في الحوض الشرقي وقد أقمت مأدبة في منزلي وتقرر في ذلك العشاء بعد تدخلات بعض الحضور   الإعلان عن دعم المرشح سيدي ولد الشيخ عبد الله وطلب مني مرافقته في الحملة ورحلاته في الحوض الغربي والحوض الشرقي.
وبعد تلك الرحلات طلب مني تسلم إدارة الحملة في الرياض لمعرفته بوزني هناك وبعد تنصيبه كرئيس قرر تعيني كوسيط للجمهورية وقد أضفت لها الكثير وكانت قبلي إدارة صغيرة ومكثت هناك حتى تنحيه عن الرئاسة.
 ترشحت للرآسة بعد ذلك في الانتخابات التي قاطعتها المعارضة لكن بعد اتفاقية دكار قررت الانسحاب ودعم الرئيس محمد ولد عبد العزيز و بعدها طلبني الرئيس عزيز وعرض علي رئاسة المجلس الدستوري وقد اعترضت في البداية علي ذلك المنصب ، فمن وجهة نظري أني سياسي والمجلس الدستوري ينبغي أن يرأسه قاضي,  لكنه قال لي أني كنت قد اتفقت معه علي إعانته علي بناء دولة الدستور  وهو في أمس الحاجة الي وجودي في ذلك المنصب وقد تم تعيني علي المجلس الدستوري لمدة تسع سنوات أي قبل نهاية مأمورية الرئيس عزيز بأشهر قليلة.
  وحين ترشح الرئيس محمد ولد غزواني قررت دعمه وانشأت مبادرتي الخاصة وأبلغته بدعمي في الهاتف و لم أطلب مقابلته وبعد توليه للرئاسة قرر تكليفي برآسة مجلس إدارة شركة المعادن الجديدة وحتى الآن لم ألتقيه.
 
 
سيدي الرئيس ماهي اهم القرارات التي اتخذتموها طوال عملكم في الحكومة ؟
 
جميل جدا
من وجهة نظري أري أن أي شخص قام بتعديلات أو أضاف الكثير للعمل الذي يقوم به خلال العمل الحكومي لا يعتبر ذلك عملا شخصيا وإنما هي سياسة دولة وحكومة ونظام ولكن أود أن اقول أنه حين توليت رئاسة الحكومة بعد محاولة الانقلاب 2003 قد دعوت الله تبارك وتعالي ألا يحكم علي شخص بالإعدام في ظل توليه للوزارة الأولي والحمد لله علي أنه لم تسل الدماء في تلك الحقبة رغم أن ذلك كان صعبا , فهؤلاء أشخاص خرجوا علي النظام بالسلاح والدبابات وأزهقت بسبب تحركهم  أرواح   كثيرة ولكن الحمد الله كثيرا .
  ومن هنا أشكر الرئيس معاوية جزاه الله خيرا فقد كنت تدخلت في اطلاق سراح شخصية معتبرة أخري لديه كانت قد سجنت فجزاه الله خيرا علي الاستجابة .
وفي هذا الإطار أود القول إني بذلت جهدا وسعيت بكامل نيتي طيلة مسيرتي المهنية ألا أظلم أحدا وأتحداكم أن تجد شخصا يقول إني ظلمته أو سلبته حقا له.
كما عملت بصدق على رفع الظلم عن الكثيرين وسعيت جهدي لتحسين أوضاعهم والله حسيبي فيما أقول.
 
السيد الرئيس أنتم كشخصية كنت محل الثقة من طرف الجميع ولكم تجربتكم الحافلة كيف تقيمون السيد الرئيس السابق المختار ولد داداه  ؟  
 
أري أننا كشباب كنا قاسيين في حكمنا عليه وأري أنه كان نموذجا للأخلاق والقيم والمروءة والزهد وأنا لم التقيه يوما ولكني أدركت بعد نضجي أنه أنشأ دولة من العدم  وغادرها  وهو لا يملك شيئا سوي منزل بسيط كان قد موله له البنك المركزي
أثناء تولي لوزارة التعليم التقيت الوزير صال عبد العزيز الرجل القوي في نظام الرئيس المخطار وقال لي الحمد لله الذي توليت الوزارة لتعرف عن قرب التحديات التي كانت  تواجهنا في الحكومة وقد كان صادقا.
 
 
كيف تقييمكم للمرحلة التي تلت فترة الرئيس المخطار ؟ 
 
أري أن انسحابنا من تيرس الغربية كان خطأ فالانسحاب لم يكن هو الحل بعد ما فقدته موريتانيا من ابنائها البررة .
 
 
كيف تقيمون فترة الرئيس هيدالة؟؟ 
 
لقد كانت مرحلة صعبة  علي الوطن ابتداء من انسحابنا من حرب  الصحراء ودخولنا في  حرب اخري مع عدو  أكبر  وأكثر وزنا كالمملكة المغربية  والعرش العلوي , فالملك الحسن الثاني رحمه الله ورغم معاداة الرئيس ولد هيدالة للمغرب  لم يقبل  قطع المنح عن الطلاب الموريتانيين في المغرب ولم يقبل يوما بضرر للشعب الموريتاني وكان ينظر إلى  المغرب وموريتانيا على أنهما شعب واحد بنظامين.
 
كيف تقيمون حكم الرئيس معاوية ؟
 
 
بنسبة لي الرئيس معاوية أطال الله عمره رجل وطني ونزيه وكرس حياته لخدمة البلد وكان زمنه زمن صعبا حيث تصادف مع الديمقراطية ,وقد حسم الهوية العربية  للبلد كما أنه لم يقبل وصاية من أي من جيرانه وكان صارما في أمن الدولة وكان رجل يحب العدالة والمساوات كما أنه قام بتعديلات كبيرة حيث أقام دولة للجميع , و أسس حسب نظري دولة المواطنة التي تسع جميع أطياف المجتمع وقد عاني من الاضطرابات التي تسببت في اتخاذه لبعض القرارات التي يأخد منها  ويرد , ولكنه حسم وحدة الدولة وسيادتها .
 
 
؟ ما هو تقييمكم للفترة الانتقالية
 
لقد كانت فترة قصيرة ومهمة وخصصت للانتخابات. 
 
؟ ما هو تقييمكم لفترة حكم الرئيس سيد ولد شيخ عبد الله 
 
كان رجل طيبا ونزيها ولكن لم يكن تحت يده شيئا كثيرا وهو كشخص كان يعيش قبل السلطة خارج أرض الوطن كما أن عامل تقدمه في السن  ربما كان عائقا ولكن في العموم كان شخصا طيبا عاشت موريتانيا في زمنه بعض السلم السياسي دون سجن أشخاص. 
 
 كيف تقيمون فترة حكم الرئيس محمد ولد عبد العزيز ?
لقد كنت خلال عشرية حكم الرئيس محمد ولد عبد العزيز رئيس للمجلس الدستوري , ركزت خلالها على عملى فى حماية الدستور وقد بذلت جهدي طوال تلك الفترة في خدمة بلدي كقاض ولم امارس السياسة طوال تلك الفترة.
 
 
 
 كيف ترون موريتانيا اليوم ؟ 
 
الحمد لله نحن في وضعية سياسية هادئة فالرئيس غزواني انفتح علي جميع الاطياف السياسية و قرر عدم اقصائها من دورها الأساسي وهو مراقبة الحكومة وعمد إلى عدم تجريم خصومه. 
 
كما أن العناية التي يولي النظام الحالي للفئات الهشة من الموريتانيين وأسلوبه الجديد في التعامل مع الوزراء والسماح لهم بالقيام بأعمالهم وتقديرهم وتحميلهم لمسؤولياتهم هو برنامج كفيل بالنجاح انشاء الله لأن الرئيس لا يمكنه القيام بأعمال الوزراء لكن يمكن أن يحاسبهم على أعمالهم.  
 
من وجهة نظركم السيد الرئيس كيف تتم معالجة آثار العبودية في المجتمع الموريتاني ؟
 
أود من الشعب الموريتاني أن يثمن الوضع الحالي للبلد والاستقرار الذي نعيشه والفرص المفتوحه أمام الجميع دون تمييز أو تهميش أو حرمان  , كما أحب أن أقول إن جميع اهداف الموريتانيين الذين يسعون لتحقيقها من ثروة ووظائف لا تتحقق إلا في ظل دولة قوية.
 فكما تعرفون وشاهدتم , هنالك دول كانت اقوي منا ,هي الآن ضائعة في الحروب والنهب
فالعدالة والمساوات لا تتحقق إلا في الدول القوية .  
 
ثانيا أوصي الشباب بالتوجه الي العمل فنحن نعاني من نسبة بطالة عالية وفي نفس الوقت هنالك عمالة أجنبية تعمل بأيديها وتجني مالا كثيرا ، إذ يجب علينا رفض نظرية التعالي علي بعض الاعمال اليدوية. 
 
ثالثا أود ان اقول للشباب وحملة الشهادات ان العمل الحكومي ليس كل شيئ  فالقطاع الخاص يفتح الكثير من الفرص امام المواطن ويمكنه من التمتع بالكثير من الثروة كما يمكنه من خدمة وطنه  لا سيما أن الوظيفة العمومية لا تستطيع استيعاب جميع المواطنين.
 
من جهة اخري نحن والحمد لله شعب واعي ومتسامح يعيش بسلام دون صراع قوميات أو فئات بفضل الإسلام  وقيمنا العالية
وأري أن لنا مستقبل واعدا لكن ثروتنا القادمة خلال سنة أو اثنتان اذا لم نستقبلها بوعي فستكون نقمة علينا  بدل نعمة وأن العمل بكل انواعه شرف. 
 
بالنسبة للطبقة السياسية
فأنا أولا أطالب بتجديد الطبقة السياسية و فتح المجال أمام الشباب وضد ملكية الأحزاب السياسية من طرف الأفراد ومن هذا المنبر أقترح على الدولة فرض التبادل على رئاسة الأحزاب السياسية
كما أدعوا إلى تقوية الحزب الحاكم وتنظيمه فنحن في العالم الثالث لابد للدولة من قوة سياسية تعتمد عليها حتي توفر الأمن والاستقرار
 
وأدعو في نفس الوقت إلى تعزيز الديمقراطية التي تفتح المجال أمام التناوب علي السلطة ، المبنية على تكتلات حزبية كبيرة وأنا ضد الديموقراطية التي تقود إلي الفوضى..
 
ماهي أهم المواقف الطريفة التي واجهتكم خلال عملكم ؟
ذات مرة طرح على بعض أهالي مقاطعة الرياض ,مشاكل تتعلق بالتعليم, فطلبت مقابلة وزير التعليم  وظل الوزير يمانع في مقابلتي حتى الساعة الثانية بعد الظهر  فقررت العودة ادراجي إلى المنزل وفي اقل من اسبوع وجدتني اتقلد منصب وزير التعليم.
 
وهناك موقف أثر في فقد كانت هناك مجموعة من الصحفيين, بعضهم يشغل الآن مناصب مرموقة , عملوا بجهد على تشويه سمعتي طوال عملي فى الحكومة وذات مرة أخبرني البواب أن هناك صحفيا  يطلب مقابلتي  وقد أخبرني أن الذي كان يجتهد أكثر في انتقادي  ويشتمني مريض وأنه يرغب في أن أساعده  فأخدت شيكا وقدمته له وقلت له أخبره أني أسامحه في ما كان يقول في حقي مما لا دليل له على صدقه و لم يطلب يوما  مقابلتي للوقوف على الحقيقة وإني أدعو له بالشفاء.
 
كل عام وأنتم بخير وجزاكم الله  خيرا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
موقع السياسي

الوسوم
إغلاق
%d مدونون معجبون بهذه: