مقالات

لن نتساهل مع المفسدين وصدح بها الرئيس / عبد الرحمن ولد حبسه

فى سياق زمنى استثنائي بكل المقاييس ذكرى الاحتفال بعيد الفطر المبارك وفى ظل استفحال انتشار الوباء ولأول مرة يوجه ساكن القصر الرمادى خطابا فى هكذا ذكرى٠

‘خطاب عهدناه منذو عهد ليس بالقريب ‘فمنذو استقلال البلاد اعتاد رؤساها توجيه خطاب إلى الأمة لكن الملفت فى هذا الخطاب هو تضافر عوامل ثلاث جعلته يختلف عن سابقيه من الخطابات اولا كونه جاء فى ظرفية صحية معقدة ثانيها انه اول خطاب لساكن القصر الرمادى فى مناسبة دينية بهذا الحجم وثالثا كونه وعد بمساعدة مادية للأسر الفقيرة وصدح بعدم التساهل مع المفسدين ‘ثلاث محددات طبعت هذا الخطاب الرئاسى٠

لاشك أن خطاب الرئيس حمل بشائر بعثت الأمل فى نفوس المواطنين جميعا ‘فقد استعرض الوضعية الوبائية للبلاد مستعرضا الآليات التى اتخذتها الدولة من أجل الحد من انتشار الوباء فى مراحله الأولى أيام كانت الاصابات وافدة وقد اثمرت هذه الإجراءات عن نتائج غير أن البلاد الان تشهد حالة تفش للوباء تفرض علينا التعايش معها لفترة ‘مشيرا إلى أن اهتمام الدولة ينصب حول تأمين البلاد من المواد الغذائيه والمحروقات والأدوية وواعدا  بان  الدولة بصدد تنفيذ خطة تهدف  إلى تقديم مساعدات لأكثر من ماءتى وخمسة آلاف أسرة من الأسر الفقيرة:والأهم من ذلك كله هو أن الرئيس وعد بعدم التساهل مع المفسدين ولعمرى هذه خطوة لها مالها من اهمية خاصة فى هذه اللحظة الحرجة من تاريخ البلد ٠

ويحق لنا تثمينها والاشادة بها لأننا ندرك أن الاشكال الوحيد المطروح هو شفافية التسسر فكم من مشروع نسمع عنه ارقام خيالية لكن النتائج على الواقع تختلف مع حجم التمويل المعلن عنه (نسمع جعجعة ولانرى طحينا) فما السبب فى ذلك ؟ولمذا يغيب دور الرقيب؟ولمذا لم يحاسب اولائك المسؤولون عن تلك المشاريع؟

هذه الأسئلة تبرز لنا أهمية عدم التساهل مع المفسدين التى عبر عنها الرئيس والتى تعبر  عن نيته محاسبة العابثين بممتلكات الشعب٠

حتما لابد من محاسبة أكلة المال العام ‘

حقا خطاب ذا أهمية بالغة صحيح أننا كنا ننتظر منكم لفتة كريمة اتجاه الموظفين فى ظل الوضعية الخانقة ومع ذلك  ننصفكم لكننا نطالبكم سيدى الرئيس بالنظر فى ذلك ٠

هذه الإجراءات التى اعلنتم عنها تتطلب اعتماد الشفافية خاصة مايتعلق منها بالتوزيعات التى ستستهدف الفقراء ولابد من اعتماد معايير واضحة للاستفادة لكي يوصد الباب أمام الزبونية والطائفية فيجب الوقوف على كل فقير فى بيته للاطلاع عن قرب على وضعه المادي وبذلك نضمن أن يصل الحق لصاحبه فعادة ما تشوب هذا النوع من العمليات  شوائب كثيرة تطرح العديد من التساؤلات عن طبيعة المعايير المتبعة كمعيار للاستفادة٠ -خاصة فى مراحلها الأولى الاحصاء مثلا فاحيانا هناك بعض الأسر المستهدفة بضيع حقها بسبب انتمائها السياسى٠

أما مايتعلق بالاجراءات الاحترازية فهي إجراءات لها دور كبير فى محاصرة الوباء لكن لابد من الصرامة فى التطبيق ويقتضى مخالفة المتاطولين على خرقها ‘لاسيما إننا لاحظنا بعض الاستهتار من لدن بعض المواطنين خاصة يوم العيد حيث عمد البعض إلى اداء الصلاه فى الهواء الطلق دون اتخاذ اي إجراءات ووسائل السلامة ودون اكتراث بقرار السلطات القاضى بمنع التجمعات ‘اذن هذه امور تفرض على الدولة عدم التساهل فى هكذا تصرف’كما أن على المواطنين فهم السياق الزمنى المعقد ولنحرص  على مساندة الدولة فى حربها على الوباء٠

املنا فى هذا الخطاب أن لايكون كخطابات رؤساء سابقين خطابات آنية تواكب ظرفا معينا ثم تختفى مضامينها * شعار حرب الفساد فى العشرية الماضية ليست منا ببعيد*مرت دون أن نلمس إرادة حقيقية فى الحرب على الفساد ‘لكن ثقتنا كبيرة فى ساكن القصر الجديد لأنه يدرك جليا خطورة تولى الأمانة الكبرى خاصة أن فرط الإمام فى شؤون رعيته ونسأل الله له التوفيق والسداد’فنحن ننشد الإصلاح وانتم اهل له ‘وتجدر الإشارة إلى أن إشراك المعارضة فى تسير صندوق التمويلات المخصصة لمكافحة الوباء خطوة تعبر عن وعيكم بأن الوطن وطن الموالاة والمعارضة ولابد من أن يشارك الجميع فى الحملة ضد الفيروس القاتل٠

 

نقلا عن موقع موريتانيا الآن

 

مقالات ذات صلة

إغلاق
%d مدونون معجبون بهذه: