رياضة

تعرف على مدرب برشلونا الجديد كيكي سيتين

قرر مجلس إدارة برشلونة رحيل فالفيردي عقب الخروج المرير يوم، الخميس الماضي، من بطولة كأس السوبر الإسباني أمام أتلتيكو مدريد بالخسارة بنتيجة 2-3 بالمملكة العربية السعودية.

وجاء قرار برشلونة بإقالة مدربه عقب مناقشات كثيرة في الساعات القليلة الماضية، ولكن الأهم هو كان اختيار البديل المناسب لأسلوب الفريق المعتاد عليه من قبل الجماهير والذي افتقده في الكثير من المباريات مع فالفيردي.

ووقع اختيار برشلونه على كيكي سيتين الذي درب ريال بيتيس في آخر تجربة مهنية له

المدرب سيتين الذي جلس عاطلا عن العمل لثمانية أشهر قبل انضمامه إلى برشلونة، بدأ عام 2001 مسيرته التدريبية من الدرجة الثانية مع راسينغ سانتاندير ومن ثم بولي اخيدو قبل أن ينتقل عام 2003 لتجربة دولية بتدريب منتخب غينيا الاستوائية.

لم تدم رحلة المدرب الإسباني الأفريقية سوى ثلاثة أشهر، عاد بعدها إلى إسبانيا حيث تنقل في درجات الظل بين لوغرونيس (2007-2008) ولوغو حيث استمر ست سنوات (2009-2015) وعرف نجاحات جيدة مع الفريق فقاده من الدرجة الثالثة إلى الثانية موسم 2011-2012.

اكتشاف متأخر لليغا

اكتشف الليغا لأول مرة عام 2015 حين خلف المُقال باكو هيريرا في لاس بالماس الذي كان مهددا بالهبوط، فنجح بانتشال الفريق من دائرة الخطر إلى المركز 11 مع نهاية الموسم. بقي مع الفريق حتى 2017 تاريخ مغادرته إثر خلاف مع الإدارة.

عقب ذلك توليه دفة ريال بتيس في مايو 2017 ونجح بتحقيق نتائج جيدة فقاده إلى مركز مؤهل أوروبيا منذ الموسم الأول بحلوله سادسا محليا فشارك في دور المجموعات في يوروبا ليغ ومن ثم خرج من دور 32 على يد رين الفرنسي.

وبعد موسم متوسط العام الفائت حل فيه بتيس عاشراً في الدوري اتفق كيكي مع إدراة النادي في 19 مايو على ترك الفريق قبل نهاية عقده الذي كان ثلاث سنوات.

في سجل كيكي التدريبي 500 مباراة منها 172 على المستوى الأول في مختلف المسابقات أي مع لاس بالماس وبتيس، حقق خلالها مع هذين الفريقين 66 انتصاراً و39 تعادلاً و67 هزيمة.

قبل انتقاله لوظيفته التدريبية، كان المدرب المرتقب لاعب وسط نشيط ومؤثر حيث مثل عدة فرق مثل راسينغ سانتاندير وأتلتيكو مدريد وليفانتي وغيرها، كما لعب لمنتخب إسبانيا ثلاث مباريات وكان في عداد الفريق في مونديال المكسيك 1986.

امتدت سنواته كلاعب طويلا حتى بلغت 19 عاماً ختمها مع ليفانتي عام 1996.

الشخصية الفنية

يعرف عن المدرب الستيني، الذي لم يخف أبدا حبه لأسلوب برشلونة الكروي، عشقه للعب الهجومي والكرات الأرضية السريعة والقصيرة وتبادل المراكز الحيوي وبناء الهجمات من الخلف بروية، أي أنه الأقرب لفلسفة برشلونة الشهيرة بـ”تيكي تاكا” لهذا كان خيارا مطروحا منذ يناير ٢٠١٩.

ففي فترة توليه تدريب بتيس اشتهر سيتين، المولع بالشطرنج والذي يقتبس فلسفيا منه، أنه من الفنيين الذي يحبون الدينامية العالية في الفريق وكثرة التحركات مع ومن دون كرة ونزعته الدائمة للسيطرة والاستحواذ وكثرة التمريرات حتى إيحاد مساحات وفرص متنوعة للمهاجمين في الثلث الأخير.

ولفت كيكي الانظار في شق بناء الهجمات، حيث كان يعتمد مع بتيس على بدئها من الخلف حيث يسقط الوسط المدافع سريعا بجوار قلب الدفاع لتشكيل مثلثات مع الظهيرين ما يساعد الفريق على تناقل الكرة بتمريرات سلسة قصيرة تسمح بنقل اللعبة سريعا إلى الهجوم مع تقدم الظهيرين.

اعتمد على نحو أساسي على تشكيلة 4-2-3-1، وهي خطة كانت تتحول إلى 3-4-2-1 عند الهجوم وهو نهج قد يتلاءم مع مقدرات برشلونة الهجومية ورغبته بالسيطرة والاستحواذ والامتاع الهجومي.

“سأبكي إلى الأبد”

وبعد ارتفاع أسهمه، أعيد تسليط الضوء على ماضي كيكي ومما لفت الأنظار تصريحه المؤثر جداً عن ليونيل ميسي الموسم الفائت.

فالمدرب الذي لم يخف يوما عشقه لنادي برشلونة في أكثر من موقف، قال عند استقالته من بتيس في مايو 2019: “حين يعتزل لاعب مثل تشافي، يشبه الأمر انتزاع كبد، وعندما يأتي يوم اعتزال ميسي، سأبكي إلى الأبد”.

ويبدو أن القدر كافأ المدرب كيكي ليجاور ميسي قبل أن يعتزل ولعل بكاؤه المذكور سيكون أكثر انهمارا إن كتب له القدر مشاهدة اعتزال ميسي وهو يدربه!

الشخص المناسب؟

طبعاً سيرسم الاختيار علامات استفهام عند عشاق بلاوغراناـ فالفريق الكاتالوني في سباق على الألقاب اهمها الدوري المحلي وأبطال أوروبا أي ان المدرب الجديد سيكون مثقلا بمهام التتويجات وأعبائها وهو لم يعرفها قط، فهل تعيينه صائب؟

ما سيقوله بعض عشاق برشلونة إن المدرب لا يملك أي لقب في سجلاته بل نتائج جيدة وعروض جميلة كما انه لم يسبق ان حمل عبئا نفسيا في أي ناد كبير حتى أقل شأنا عن برشلونة او يدنو منه، وشتان ما بين بتيس والقلعة الكاتالونية، كما لم يسبق له أن خبر دوري الأبطال أو عاش وضعا بسيكولوجيا يتطلب المنافسة على لقب الدوري الإسباني.

يذكر أن سيتين هو آخر مدرب فاز على برشلونة في الدوري على ملعب “كامب نو” حين تغلب بيتيس عليه 4-3 في 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2018.

وعلى الضفة الاخرى، يذكر الكثيرون أن كرة كيكي من الأجمل وتكتيكه الكروي يشابه “تيكي تاكا” غوارديولا أي أنه الرجل المناسب لاستعادة هوية برشلونة الفنية الضائعة مع فالفيردي، ويملك خبرة تدريبية في الدوري الإسباني وأقل منها على الجبهة الأوروبية في يوروبا ليغ.

السطر الأخير

بأية حال بين هذا الرأي وذاك، يبقى الكلام سابقا لأوانه والرهان على النتائج، وطبعا لإدارة برشلونة معطياتها الفنية بعدما قررت المضي بمغامرة كيكي التدريبية رسميا ولفترة طويلة حتى يونيو 2022 وهي التي فكرت به قبل عام، وما تكرارها ذلك إلا دليل على إيمانها بقدرات مدرب يوصف بالمحنك استراتيجياً.

مقالات ذات صلة

إغلاق
%d مدونون معجبون بهذه: