أخبار وطنية

الطالب ولد سيد أحمد: الوزير الموريتاني الخارج عن النمط المألوف(تفاصيل)

في العادة يظهر الوزراء الموريتانيون كغالبيتهم من وزراء العالم العربي خصوصا ، بوجوه جادة وربطة عنق ، وصرامة زائدة، وحده وزير التشغيل والشباب والرياضة الطالب ولد سيد أحمد ظهر بصورة مغايرة ، وهو القادم لتوه من العمل في عدة مؤسسات إقليمية ودولية . 

عرف الموريتانيون الوزير الخارج عن النمط بعد ظهوره في مقابلة قصيرة مع صفحة “الرؤية” ، أثرت قصة ولد سيد أحمد في الموريتانيين ، وهو المولود في “أدباي” ، وتطلق هذه الكلمة على تجمعات سكانية للأرقاء السابقين ، شق الطالب طريق النجاح رغم الظروف الصعبة التي عاشها ، والده حمال ووالدته بائعة خضار بسيطة ، تمكن من النجاح وسط هذه الظروف .

 رغم طرده في الإعدادية ، كانت المدرسة وسيلته للخروج من هذا الوضع ، استمر الطالب في الدراسة وقراءة الكتب دون مناهج ، كان يسترق السمع من نوافذ المدارس وعمل في مجالات الرعي والبناء وكافة الحرف اليدوية ليصرف على نفسه . 

عام 1993 سجل الطالب في المركز الثقافي الفرنسي بنواكشوط، وسجل كمستمع حر في الباكلوريا ، وكان محل سخرية من أصدقائه لضعفه في الرياضيات والفيزياء ، نجح متوفقا ليتم منحه لتونس ، وبدأت حياته تتغير سريعا ، ليرحل لفرنسا لمتابعة الدكتوراه ، ليعمل بعد ذلك في البنك الدولي . 

بعد نجاح الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني في الانتخابات الرئاسية وتعيين اسماعيل ولد الشيخ سيديا لحكومته ظهر اسم الطالب مجددا ، واحتلت صوره وسائل التواصل الاجتماعي ، وكان يلقب بالوزير الطائر ، نظرا للوضعيات المختلفة لصوره في صفحته الرسمية على «الفيسبوك».

الطالب حاصل على دكتوراه دولة بتقدير مشرف جدا في علوم المعلومات والاتصال من معهد الاتصال ووسائل الاعلام في جامعة اكرونويل 3 بفرنسا ، وتدرج في المناصب في موريتانيا والبنك الدولي ، كان آخرها عمله كمستشار مكلف بالاتصال في البنك المغاربي للاستثمار والتجارة الخارجية بتونس. 

«بالتعليم وحده يمكن للإنسان أن يتجاوز جميع المشاكل » هذه الجملة وضعها الطالب أمامه لتجاوز التفاوت الطبقي بينه مع زملاء الدراسة، معتبرا أن «الفقر مسألة ذهنية علينا تجاوزها»، الطالب يعود إلى قريته الصغيرة كل عام ويحكي قصة نجاحه ويفتتح أقساما لمحاولة تعليم شباب قريته.

حكومة الوزير الأول اسماعيل ولد الشيخ سيديا ضمت أسماء نجحت في خطف الأضواء كوزير الصحة نذيرو ولد حامد ، الذي ظهر ممسكا بخبايا وزارته ووزير الشباب الطالب سيد أحمد ، لكن هل يكفي شد انتباه  وسائل الإعلام ومحو الصورة النمطية للوزير لينعكس ذلك على عمله، خصوصا ملف التشغيل التابع لوزارة الشباب التي  تعد البطالة إحدى أهم التحديات المطروحة أمامها .

 

الوسوم
إغلاق
%d مدونون معجبون بهذه: