أخبار العالمأخبار وطنية

موسكو تتعرض لهجمات بالطائرات المسيرة وأوكرانيا تتوقع زيادتها مع استمرار الاستهداف الروسي لكييف

في هجوم هو الثاني من نوعه خلال شهر، تعرضت العاصمة الروسية موسكو فجر اليوم الثلاثاء لهجوم بمسيرات، مما تسبب بأضرار “طفيفة” لعدة مبان وإصابة شخصين. يأتي ذلك في خضم هجوم واسع بالطائرات المسيرة تتعرض له العاصمة الأوكرانية كييف للمرة الثالثة خلال 24 ساعة، أسفر عن مقتل شخص وإصابة 4 آخرين.

وقال سيرغي سوبيانين عمدة موسكو في بيان “تسبب هجوم بمسيرات هذا الصباح فجرا في أضرار طفيفة في أبنية عدة. وقد انتشرت كل أجهزة الطوارئ في المدينة بالمكان ولم تسجل إصابات خطرة حتى الآن”، مضيفا أن شخصين أصيبا بجروح طفيفة نتيجة الهجوم.

كما ذكرت سلطات الطوارئ في موسكو أن مباني سكنية بأطراف العاصمة تعرضت لأضرار طفيفة نتيجة هجمات بمسيرات.

وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن “نظام كييف نفذ هجوما إرهابيا بالطائرات المسيرة استهدف موسكو”، مضيفة أنه تم إسقاط 5 طائرات مسيرة بمنظومات بانتيسير، و3 باستخدام تقنيات الحرب الإلكترونية في مقاطعة موسكو.

وأفاد موقع زفيزدا التابع لوزارة الدفاع الروسية بأن نحو 32 مسيرة شاركت في الهجوم على موسكو، وأنها أطلقت على الأغلب من مقاطعة سومي شمالي أوكرانيا.

وأظهرت لقطات -نشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي- آثار دخان في الجو. وظهرت في أخرى نافذة محطمة بأحد المباني

وذكرت وكالة تاس الروسية أنه تم إجلاء مبنى متعدد الطوابق جنوبي غربي موسكو بعد إصابته بطائرة مسيرة.

Drones reportedly hit buildings in Moscow
هجمات الطائرات المسيرة أصابت عدة مبان بأضرار طفيفة (رويترز)
من جهة أخرى، قال موقع ريبار العسكري الروسي إن الهجمات على موسكو كانت باستخدام مسيرات من طراز “يو جيه-22” (UJ-22) تمتلكها القوات الأوكرانية.

وأضاف الموقع أن هذه النوعية من المسيرات قادرة على التحليق لمسافة 800 كيلومتر، ورصدت سابقا في مناطق قريبة من موسكو.

وقالت وكالة ريا نوفوستي إن مكتب المدعي العام الروسي يشرف على التحقيق في هجوم المسيرات على موسكو.

من ناحيته، قال الكرملين إن هجوم المسيرات على موسكو “جاء ردا على ضربات روسية فعالة لأحد مراكز صنع القرار في أوكرانيا”، كما أكد أن “الهجمات التي تستهدف موسكو ومناطق روسية أخرى دليل إضافي على ضرورة مواصلة العملية العسكرية الخاصة”.

وأضاف الكرملين أن منظومات الدفاع الجوي الروسية تصدّت بنجاح لهجمات الطائرات المسيرة على موسكو، وأنه “لا تهديد” على سكان موسكو بعد هذه الهجمات.

كما قال إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على دراية بالهجمات الأخيرة على موسكو، ولا نية لديه لإلقاء كلمة للشعب الروسي.

واستُهدفت موسكو ومنطقتها، الواقعتان على بعد أكثر من ألف كيلومتر عن أوكرانيا، حتى الآن بهجمات مسيرات قليلة جدا منذ بدء النزاع، في حين كثرت مثل هذه الهجمات في مناطق روسية أخرى، كان آخرها محاولة استهداف الكرملين بمسيّرتين مطلع الشهر الجاري.

نفي أوكراني
من جهته، نفى ميخايلو بودولياك مستشار الرئيس الأوكراني مشاركة كييف بشكل مباشر في هجوم بطائرات مسيرة على موسكو اليوم الثلاثاء، لكنه قال إن بلاده تستمتع بمشاهدة الأمر، وتوقّع زيادة في تلك الهجمات.

وأضاف -في تصريح لقناة “بريكفاست شو” على يوتيوب- أن “ما حدث في موسكو ليس مهما لنا ومن الواجب التركيز على الهجمات ضد المدنيين في كييف”.

وقال إن لأوكرانيا علاقة بالذكاء الاصطناعي، لكن ليس لها علاقة مباشرة بالهجمات بالطائرات المسيرة، مشددا على أن “موسكو بدأت تنغمس تدريجيا في ضباب حرب كبرى”.

كييف.. هجوم واسع بالمسيرات
ويأتي استهداف موسكو في وقت تشن فيه روسيا هجوما واسعا بالطائرات المسيرة على العاصمة الأوكرانية ويعد الثالث خلال 24 ساعة، وأدى إلى مقتل شخص وإصابة 4 آخرين.

وقال سيرهي بوبكو رئيس الإدارة العسكرية في كييف -على قناة تليغرام- إنه تم تدمير أكثر من 20 طائرة مسيرة في وقت مبكر من صباح اليوم، مضيفا أن “الهجوم كان هائلا ومن اتجاهات مختلفة وعلى عدة مراحل”
وأضاف بوبكو أن المعلومات الأولية تشير إلى أن هجمات اليوم الثلاثاء نُفذت فقط بطائرات “شاهد”، المسيرة الإيرانية الصنع. ولم يُعرف بعد عدد الطائرات المسيرة التي أطلقتها روسيا، كما لم يصدر تعليق حتى الآن من موسكو على الهجوم.

ومن ناحية أخرى، أفاد عمدة العاصمة الأوكرانية فيتالي كليتشكو بإصابة 4 أشخاص وإجلاء 20 آخرين، مشيرا إلى أن “الانفجارات الليلية اندلعت في مناطق كثيرة من المدينة”.

وذكر كليتشكو أن الحطام المتساقط أصاب عدة مناطق، بما في ذلك حيّا بوديل وبيشيرسكي التاريخيان، وكذلك حي سفياتوشين، بالإضافة إلى منطقة هولوسيفسكي جنوب غرب كييف.

وكان مراسل الجزيرة أفاد بتعرض العاصمة كييف لهجوم مكثف بالطائرات المسيرة، حيث دوت سلسلة انفجارات قوية في عدد من أحياء المدينة.

وكانت كييف تعرضت أمس الاثنين لهجوم روسي مكثف بالصواريخ والطائرات المسيرة. وطوال مساء أمس دوّت صفارات الإنذار بالمدينة، وكذلك في تشيركاسي (وسط) وكيروفوهراد وميكولايف وخيرسون (جنوب) لتحذير السكّان من غارات جوية تستهدف هذه المدن.
وأشارت سلطات كييف إلى أن 11 صاروخا من نوع “إسكندر” أطلقت باتجاه المدينة، وأنها أُسقطت كلَّها.

وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إن الهجمات الروسية على المدن يجب إيقافها عبر تعزيز الدفاعات الجوية، بما في ذلك التزود بطائرات “إف-16” (F-16).

وقد تزايدت وتيرة استهداف كييف منذ بداية مايو/أيار الجاري، وسط تحذيرات من استنزاف الدفاعات الجوية.

وفي الإطار ذاته، نقلت وكالة تاس عن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن القوات الروسية تمكنت أخيرا من ضرب منظومة باتريوت ثانية في كييف، كما تمكنت من اعتراض 29 صاروخا من طراز “ستورم شدو” البريطاني الصنع خلال هذا الشهر، وذلك مع إشارته إلى ارتفاع وتيرة تزويد الغرب لأوكرانيا بالأسلحة والمعدات.

في المقابل، توقع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ وضع خطة لمساعدة كييف على التحول من الاعتماد على أسلحة سوفياتية إلى أخرى يستخدمها الناتو.
الهجوم المضاد
على صعيد آخر، قال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف في مقابلة مع صحيفة “ويست فرانس” الفرنسية إن بلاده تملك “فرصا جدية لتحقيق اختراق خلال الصيف” بفضل هجوم مضاد وشيك على القوات الروسية.

وأوضح الوزير أنهم يريدون “كسر عزيمة الروس على الانتصار في هذه الحرب”، مؤكدا أن هذا الهجوم المضاد يهدف إلى العودة إلى “حدود 1991 المعترف بها دوليا” لأوكرانيا بما يشمل شبه جزيرة القرم.

وتوقع الوزير الأوكراني أن يؤدي الهجوم المضاد الواسع “إلى حركة تراجع جديدة للروس من أراضينا. لقد قاموا بعملية تعبئة جديدة إلا أن الكثير من الجنود من المبتدئين ولا خبرة لديهم ولا يحسنون استخدام الأسلحة بشكل جيد
وأضاف أن مجموعة “فاغنر استعانت بسجناء وفي حصار باخموت على مدى 8 أشهر قُتل 60 ألف عنصر أو جرحوا خلال القتال”، دون أن يوضح ما إذا كانت هذه الحصيلة تشمل المعسكريْن.

وفي المقابلة، شدد ريزنيكوف أيضا على الضرورة الملحة لتسليم أوكرانيا أسلحة وعدتها بها الدول الغربية
وعلق على الضوء الخضر الأميركي الأخير للسماح للدول الحليفة بتسليم كييف مقاتلات من طراز “إف-16” الأميركية الصنع. وأعرب الوزير عن تمنيه تنفيذ عمليات التسليم هذه “بحلول نهاية السنة” الحالية، موضحا أن الطيارين الأوكرانيين سيخضعون على مدى أشهر عدة لتدريبات على قيادتها.

وأكد الوزير أن بلاده تحتاج إلى أسطول من طائرات “إف-16” يضم “أكثر من مئة طائرة” لمواجهة قوة الروس الجوية وضرب الخطوط الخلفية لقوات موسكو.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الروسية + وكالات

مقالات ذات صلة

إغلاق
%d مدونون معجبون بهذه: