أخبار العالم

مالي: ارتفاع حصيلة الهجوم الإرهابي الذي استهدف معسكرات للجيش(تفاصيل)

ارتفعت حصيلة هجوم إرهابي، وقع هذا الأسبوع، وأعقبته اشتباكات بين وحدات من الجيش المالي ومسلحين مجهولين يعتقد أنهم تابعون لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وفق ما أعلنت الحكومة المالية أمس (الجمعة) في حصيلة شبه نهائية تؤكد مقتل 53 شخصاً في الهجوم.
وقال وزير الدفاع داهيرو دمبلي في وقت متأخر من مساء أول من أمس (الخميس) إن الهجوم الإرهابي والاشتباكات أسفرا يوم الثلاثاء الماضي عن مقتل 38 جنديا و15 إرهابيا، وهو الهجوم الذي استهدف معسكرات للجيش المالي في (بولكيسي) و(موندورو) بمنطقة موبتي، وسط البلاد.
وكانت الحكومة أعلنت في وقت سابق أن عدد القتلى بين أفراد الجيش 25 فردا، بالإضافة إلى 15 من منفذي الهجوم، ولا يزال 27 جنديا في عداد المفقودين، وفقا للأرقام التي أعلنها دمبلي.
ولكن الحصيلة الجديدة أعلن عنها وزير الدفاع في أعقاب زيارة ميدانية للمعسكرات التي تعرضت للهجوم الإرهابي، وقال إن عمليات التمشيط التي قامت بها تعزيزات من الجيش المالي في المنطقة أدت إلى العثور على 30 جندياً كانوا قد اختفوا في أعقاب الهجوم، فيما لا يزال البحث جارياً عن 50 آخرين لا يزالون في عداد المفقودين.
وتخشى السلطات المالية أن يكون هؤلاء الجنود قد وقعوا في أسر الجماعات الإرهابية التي تنشط في المنطقة، وهو ما يعني تصفيتهم بعد الحصول على المعلومات التي بحوزتهم، أو في أحسن الأحوال محاولة تنظيم عملية تفاوض لتحرير عناصر إرهابية في السجون المالية أو المطالبة بفدى مالية مقابل الإفراج عنهم.
وأثار هذا الهجوم الدموي موجة غضب شعبي في الشارع المالي، وأحدث صدمة واسعة في أوساط الطيف السياسي وهيئات المجتمع المدني، وقال الحزب السياسي المعارض الأشهر في البلاد إن «مالي لا يمكنها أن تستمر تحت وطأة هذه المأساة المسماة الإرهاب»، وطلب الحزب الذي نافس بقوة خلال الانتخابات الرئاسية الماضية إن على الرئيس إبراهيما ببكر كيتا أن «يتحمل كافة مسؤولياته لتأمين الماليين».
الحزب ندد بالهجومين واعتبر أن الإرهابيين شرعوا مؤخراً في استراتيجية جديدة متصاعدة وخطيرة ولا تتوفر معلومات كافية عن أهدافهم وأساليب عملهم في إطار هذه الاستراتيجية، ودعا الحزب المجموعة الدولية إلى ضرورة تكثيف الجهود من أجل تأمين وتجذير السلام في دولة مالي، ومساندة الجيش المالي في حربه الشرسة ضد الإرهابيين.
وتعيش مالي على وقع الهجمات الإرهابية المتصاعدة منذ 2012 عندما سيطرت جماعات مرتبطة بتنظيم «القاعدة» على شمال البلاد، وكانت هذه الجماعات في طريقها للسيطرة على العاصمة باماكو لولا التدخل الفرنسي يناير (كانون الثاني) 2013، وهو التدخل الذي جاء بطلب من سلطات مالي وأدى إلى طرد المقاتلين التابعين لـ«القاعدة» من المدن الرئيسية في شمال مالي، ولكنهم لجأوا إلى مناطق صحراوية نائية وتحصنوا في جبال قرب الحدود مع الجزائر والنيجر، وغيروا استراتيجيتهم إلى شن هجمات سريعة وخاطفة تلحق أضراراً كبيرة بالجيش المالي وقوات بعثة الأمم المتحدة لحفظ البلاد (15 ألف جندي) وقوات برخان الفرنسية (4500 جندي).
ولكن الجماعات الإرهابية وسعت من نشاطها ليشمل دولاً مجاورة لمالي، على غرار بوركينافاسو والنيجر، فيما تواصل جماعة «بوكو حرام» شن هجمات إرهابية دامية في شمال نيجيريا، رغم الضربات القوية التي وجهت لها من طرف الجيش النيجيري وقوات إقليمية من تشاد والنيجر والكاميرون.

الوسوم
إغلاق
%d مدونون معجبون بهذه: