خاص بالسياسيمقالات

القاضي محمد الهادي يعيش بعيدا عن الأضواء ! بعد أن نحت اسمه في الذاكرة الوطنية.

بين مقولة عندما تتكلم المدافع فإنه لا صوت يعلو على أزيز الرصاص و المثل الحساني القائل ذاك لكال القاضي ماضي جاء حكم رئيس محكة واد الناقة 2005 فيصلا .
فعلى الرغم من أنه منذ عقود قبل ذلك الحدث والتأثير في مجرى التاريخ متروك معظمه لمنسوبي القوات المسلحة وقوات الأمن إلا أن هذا القاضي السيد محمد الهادي ولد الطالب رئيس محكمة واد الناقة الشهيرة قد ترك بصمات خالدة في التاريخ الوطني وفي مجالات حساسة ربما منعتنا المعاصرة حتى الآن من رؤيتها لكنها قطعا ستدرس في الجامعات الوطنية وربما الدولية غدا.
أول هذه البصمات أنه لم يحكم بالإعدام على أحد من مرتكبي المحاولة الإنقلابية 2003 و 2004 على غير العادة وذلك تغليبا للشريعة الإسلامية على مادة من القانون الجنائي لها قصة مشهورة.

ثاني تلك البصمات أنه تعامل بأريحية واحترام غير مسبوق مع الجميع وخصوصا السياسيين الذين مثلوا أمامه ثم برأهم على الرغم من التهم الكبيرة الموجهة لهم بعد أن ظلوا موضع إكرام لديه ليلا ونهارا مدة 37 يوما
.
ثالث تلك البصمات أن هذا الرجل جمع كلمة المحامين بعد أن كانوا فسطاطين بعد انتخاباتهم …
لقد توحدوا في قصة سجن المحامي سيد محمد ولد محم الشهيرة كذلك.

رابع تلك البصمات وربما أهمها حيث أنه أعاد لوزارة الدفاع هيبتها بتحميلها المسؤولية عن أفعال منسوبيها وأعاد للخدمة رجالا بعضهم قضى نحبه بعد ذلك في سبيل هذا الوطن وهذه الأمة من أمثال الشهيد ادي ولد عابدين شهيد تورين وبعضعم يخدم في أعلى المناصب العسكرية اليوم

وهناك بصمات أخرى تركها الرجل يقصر التدوين عن ذكرها لأنها من اختصاص المؤلفين في علم التاريخ و في حقوق الإنسان مهما كان وتسيير الأزمات.. .

يعيش هذا القاضي منسيا في داره العامرة بالعلم والكرم في مدينة كيفة التاريخية وهو الذي استطاع بحكمته وأريحيته خلال ثلاثة أشهر حل أزمة حالكة كادت تعصف بالوطن ووضع البلد من خلال بيان حكمه الفيصل على سكة السلامة والإنفتاح والوحدة
لقد تنبأت الصحافة المحلية والدولية أنذاك بذلك لكن لم ينل هذا الرجل تكريما مناسبا حتى الآن
وما من شك أن غدا بعد طول عمره انشاء الله سنرى الجميع يتباكى على ضياع هذه الحكمة من يين أيدينا دون أن يستفيد من تجربتها أوعلمها أحد!

موقع السياسي

الوسوم
إغلاق
%d مدونون معجبون بهذه: