سلطان علماء المغرب الأقصى

سلطان علماء المغرب الأقصى

هو سيدي عبد الله بن الفاظل بن باركللً بن احمد بزيد الشمشَوي المعروف الحاج،علامة دهره،المقدم لرد الشبه وقاضي وقته كما يورد صاحب العمران، يُعتقد أن العلامة سيدي عبد الله بن الفاظل ولد في بداية العقد الأول من القرن الثاني عشر لأبيه الفاظل ولد باركللً، وأمه ديد منت خيار ولد أندكسعد التاشدبيتي،و قد بدأ مسيرته التعليمية بشكل مبكر،حيث تعلم على يد والده العالم الورع الفاضل، الذي كانت له محظرة شهيرة في منطقة أطويلة -(أربعين كيلو مترا شمال انواكشوط)- ثم تعلم على يد عمه و صهره مولود ولد باركللً، قبل أن يسافر إلى المغرب حيث أخذ العلم عن قطب تلمسان، سيد أحمد الحبيب، كما يذكر العلامة الشيخ محمد المام رحمه الله إذ يقول:
والفحل عبد الله نجل الفاضل @ خاليَ حامي الدف ذو الفضائل
بأمر شيخه غنى اللبيب @ اخي الكشوف احمد الحبيب
ثم واصل رحلته باتجاه مصر حيث أقام هناك سنين عديدة، إماما، وقاضيا، ومتعلما ثم توجه إلى الحجاز وحج بيت الله الحرام، وسمع غريب العلم وأريبه، كما يروى تلميذه سيد عبد الله بن الحاج أبراهيم.

عاد سيد عبد الله بن الفاظل، بعد عدة أعوام من رحلته، حيث جاء بمكتبة عظيمة تحملها نوق تسمي (الحفتيات او الخزرات ) وجاء بماء زمزم والأهم من ذالك عاد سيد عبدالله، بعد ان كان عبد الله العتيق حيث سودته أعصره وذاع صيته في مختلف الربوع وتوافد إليه طلبة العلم من كل مكان. وسرعان ما تحولت محظرته إلى مدرسة لتكوين العلماء الرواد حيث نهل من علمه علماء كثر من أبرزهم العلامة، سيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم وحرمة بن عبد الجليل، ( العلويّين) وعبد الله بن سيدي محمود وابن أخته عبد الله بن الحاج بن احماه الله الغلاوي وغيرهم.

اما على المستوى السياسي فقد ربط سيدي عبد الله بن الفاظل علاقات وثيقة بأمراء ءادرار، واهل امحمد شين في تكانت، وفي الساحل وبعض المناطق التي لا سلطة لأي إمارة عليها، فقد ربطت سيدي عبد الله بن الفاظل علاقات وثيقة بتلك القبائل، وكان سادتها ينظرون إليه على أنه الشيخ والموجه والناصح في الأمور الدينية و الدنيوية، ومن ابرز أولئك القادة الذين اشتهروا بعلاقتهم الروحية والدنيوية بسيدي عبد الله بن الفاظل، احمد بن محمد بن لفظيل المعروف بأيد و منصور أدليمي واهل بَلاًوْ أولاد موسى (اركيبات) واهل سيد يوسف الزركيين (تكنة) وغيرهم.

يتفاوت الناس في التعبير عن إعجابهم وتقديرهم، لسيدي عبد الله بن الفاظل بحسب مستوياتهم، حيث يروى البعض أن ديلول المشتهر بالعقل قابل سيدي عبد الله، حين كان يعقد صفقة لشراء بعض الكتب وقد طلب التاجر نوقا كثيرة مقابل الكتب، فلم يكن من ديلول إلا ان ساعد بتقديم بعض النوق لسيد عبد الله وقال أعنوا هذا الرجل إنه يقوم بأمر عظيم.

وقد وصفه الشيخ محمد المامي بقوله:
قد سودت سيد عبد الله أعصره @ ومسكة أمسكت عنه السلاطين.

ويقول عنه، حيمدَ بن أندبنان في تخريجه طرة على نظمه حول نسب ولد متالى:
…وحط رحله به كالفاضل @ سيد عبد الله نجل الفاضل.
ويعده الأستاذ الخليل النحوي قال أنه من سفراء المحظرة المورتانية.
وعلى غرار الأعلام في عصره، يختلف الناس في تاريخ الميلاد لكن تاريخ الوفاة يكون محفوظا حيث توفي سيدي عبد الله بن الفاظل رحمه الله سنة 1209 عند بوحجرة او منطقة أكنيفدات على بعد 7 كلم شمال مدينة بو تلميت.

الشيخ سعدبوه سيد عبد الله الفاظل.